أخبار

الغارديان: اللعب في السعودية “غسيل رياضة” خالص

مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – متابعات

 قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن الملاكمين (جوشوا و آندي رويز) سيقيمان نزالهما في السعودية، وهما يعلمان بسجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان، لكنهما يسعيان خلف المال، بغض النظر عن التهم التي سيواجهانها بدعم السعودية في “غسيل الرياضة” لتلميع صورتها الدولية.

وقالت إن هذا النزال يعد من أهم الأحداث الرياضية هذا العام، لكنه بالمقابل أصبح الأكثر إثارة للجدل، بسبب ردود الأفعال التي يواجهها الملاكمان.

وأشارت إلى أن جوشوا الذي سيكسب 60 مليون جنيه استرليني من هذا النزال، أصر هذا الأسبوع على الدفاع عن سياسات السعودية، رغم أن جماعات حقوق الإنسان قد تفاعلت مع الحدث، وحذرت الملاكم البريطاني من أنه يتعرض للخداع من قبل نظام يحاول استخدام “غسل الرياضة” لتحسين صورته أمام العالم.

وقال “فيليكس جاكنز ” رئيس حملات منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة ، إنه على الرغم من أنهم لا يتوقعون أبدًا أن يكون جوشوا خبيراً بأمور حقوق الإنسان، لكنهم حذروه أنه إذا كان سيقاتل من أجل المال في بلد ينتهك حقوق الإنسان كالسعودية؛ فإنه سيواجه انتقادات لاذعة بسبب تشجيعه لهذا البلد.  وأضاف: “النزال عبارة عن “غسيل رياضي خالص” لذلك من المهم للغاية مواجهة آلة الدعاية السعودية، واستخدامها المتزايد للرياضة للتغلب على سجلها السيء في مجال حقوق الإنسان.”

وأشارت “الغارديان” إلى تصريحات وزير الرياضة السعودي، حيث اعتبر استضافة مثل هذه الأحداث جزءًا من مبادرة تهدف إلى زيادة نشاط الناس وتعزيز مستويات المعيشة وفتح المملكة للسياح.

لكن جاكنز قال إن تصريحات الأمير تجاهلت تمامًا “القمع المستمر لحقوق الإنسان ، مع سجن الناشطين المسالمين وسحق المجتمع المدني بشكل شبه كامل”. وأضاف ” يبتسم وزير الرياضة السعودي للكاميرات قبل مباراة ملاكمة ساحرة تبلغ قيمتها ملايين الجنيهات ، لكن يجب عليه أن يعرف أن الناس يتم اعتقالهم بشكل منظم في بلاده السعودية لمجرد تجرؤهم فقط على التعبير وانتقاد حكومته” “.

واختتمت الصحيفة بالإشارة لتصريح مدير أعمال جوشوا، الذي قال “إنهم يريدون جعل السعودية موطناً للملاكمة، وإذا كانت السعودية ستستثمر أموالها في هذا من الرياضة ، فعلينا أن نكون واقعيين. الجميع قادمون وكلهم قادمون لسبب واحد (إنهم يريدون المال) “.

وتواجه السعودية انتقادات واسعة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وملاحقة المعارضين داخلياً وخارجيا واعتقالهم وقتلهم، مثلما فعلت مع الصحفي جمال خاشقجي الذي قتلته قبل 14 شهراً في قنصلية بلاده بإسطنبول.

وقال الصحفي الرياضي البريطاني ” إيان هربرت ” إن السعودية تكذب على نفسها عندما تفكر أن تحول نفسها إلى “ملعب رياضات” داخل حدودها، للتغطية على جرائمها المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان. حيث يصبح المال أكذوبة عندما يتعلق الأمر باستخدام جاذبية الرياضة للتستر على القمع. لكن الكثير يسقط أمام الإغراءات المالية، كما فعل جوشوا.

واتهمت منظمة حقوق الإنسان ، ومنظمة العفو الدولية ، الملاكم “جوشوا” بـ “غسيل الرياضة” وهو مصطلح يستخدم لوصف استضافة حدث رياضي كوسيلة لبلد ما لتحسين سمعته ، خاصة إذا كان لديه سجل سيء في مجال حقوق الإنسان.

وقالت منظمة العفو في رسالة إلى وكالة “أسوشييتد برس” إنها لم تطلب بالضرورة من جوشوا مقاطعة القتال ، كونه سيفقد أحد أهم الأيام في حياته المهنية ، لكنه يعلم بسوء حقوق الإنسان في السعودية، وبالتالي وضع نفسه بموضع الاتهام ،وعليه أن يكون مستعدًا للقادم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق