أخبار

جريدة أمريكية: تفاقم الأزمة بين الرياض و واشنطن بسبب حادثة فلوريدا

مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – متابعات

 نشرت جريدة ” أمريكا اليوم ” الأمريكية مقالاً لـ” دوغ ستانجلين” و “آني بلانكز” قالا فيه إنه من المرجح أن تؤدي حادثة إطلاق النار على يد متدرب عسكري سعودي في قاعدة بينساكولا البحرية ، التي خلفت ثلاثة قتلى وثمانية جرحى ، إلى إلحاق المزيد من الضرر بعلاقة أمريكا – المشحونة أصلاً – بالسعودية. مشيرة إلى أن التعازي التي بعثها المسؤولون السعوديون قد لا تكون كافية. حيث بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق في الحادثة، بما فيها الأنباء التي قالت إن الجاني نشر مواضيع معادية لواشنطن.

وقالت الجريدة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي(FBI) يبحث عن حقيقة التغريدات التي ربما نشرها الجاني “محمد الشمراني” الذي قدم للتدريب العسكري، ضد الولايات المتحدة لدعمها لإسرائيل، والجرائم ضد المسلمين ، بما في ذلك احتجاز المشتبه بهم في غوانتانامو.

وقال دانييل بايمان ، خبير مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط “لأن الجاني سعودي ؛ فهناك احتمال أن تكون له دوافع جهادية، بالنظر إلى الدور الهام الذي لعبه السعوديون في ارتكاب هجمات 11 سبتمبر”. مشيراً إلى أن الحكومة السعودية لديها حافز لاتخاذ إجراءات صارمة ضد التطرف لكنها غير فعالة.

وأشارت الجريدة إلى أن هذه الحادثة تأتي في لحظة متوترة بالفعل في العلاقات الأمريكية السعودية. إذ لا يزال دور السعودية في مقتل جمال خاشقجي عام 2018 ، الذي كان مقيماً في الولايات المتحدة وصحفيًا في الواشنطن بوست ، يمثل شرخاً في هذا التحالف. إضافة إلى دعم واشنطن العسكري للرياض في حرب اليمن، الذي أثار غضب أعضاء في الكونغرس.

وقال جيرالد فايرستاين ، سفير الولايات المتحدة السابق في اليمن ، والذي شغل أيضاً العديد من المناصب الدبلوماسية الأخرى ، في السعودية وسلطنة عمان ولبنان: “سيعود مجدداً التركيز على جميع الجوانب السلبية للعلاقات الأمريكية السعودية“.

وأضاف فايرستاين ، وهو الآن نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن: “تبذل الإدارة قصارى جهدها لتهدئة (انتقادات السعودية) وتعزيز فكرة العلاقات الوثيقة”. لكن هجوم فلوريدا “سيجعل كل هذه الحجج أصعب بكثير.”

وقالت الجريدة إن الحكومة السعودية اتخذت خطوات منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر لمنع غسل الأموال وغيرها من الجرائم التي تمكن من تمويل الإرهاب ، ولكن لا تزال هناك ثغرات خطيرة ، وفقًا لتقرير صادر في 2018 عن فرقة العمل المالي ، وهي هيئة حكومية دولية.

وقال بايمان في تحليل له: “ما يراد على الفور من السعودية هو المعلومات، وقد تتطلب الإجابة على سؤال النية الإرهابية؛ إجراء مقابلات مع من يعرفون الطيار وأي منشورات للكتابة أو وسائل التواصل الاجتماعي تركها، كسجل وبيانات مماثلة قد تساعدنا على فهم ما وراء الهجوم.”

وأشارت إلى وصف النائب مات غايتس ، من ولاية فلوريدا ، للحادث بأنه “هجوم إرهابي مخطط له” متسائلاً عن البرنامج الذي يسمح عشوائياً لطلاب الجيش السعودي بالقدوم إلى الولايات المتحدة. مضيفاً أن “هذا الحدث يدل على فشل خطير في عملية التدقيق وفي الطريقة التي ندعو فيها هؤلاء الناس لمجتمعنا“.

وقالت الجريدة أن وزارة الخارجية لم ترد على أسئلة يوم السبت حول تأثير إطلاق النار على العلاقات الأمريكية السعودية، أو ما الذي يقوم به بومبيو لضمان تعاون المملكة مع تحقيقFBI.

وتطرقت إلى تصريحات الرئيس دونالد ترامب الذي دائماً ما يدافع عن السعوديين، إن الملك سلمان السعودية “مستاء جداً” جراء إطلاق النار ويريد مساعدة العائلات. مضيفة أن النقاد انتقدوا رد فعل ترامب الأولي على إطلاق النار يوم الجمعة.

وأشارت الجريدة إلى قضية مقتل الصحفي خاشقجي، الذي خلص مسؤولو المخابرات الأمريكية، إضافة لتقرير للأمم المتحدة أن هناك “أدلة موثوقة” على أن بن سلمان هو العقل المدبر للقتل. وقالت أن ترامب عمل على حماية قادة المملكة من تداعيات وفاة خاشقجي. واعترض على التشريع الذي كان سيمنع مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية ، وكذلك مشروع قانون كان سيوقف الدعم العسكري الأمريكي لحملة القصف التي تقودها السعودية في اليمن.

وقالت الجريدة أن المشرعين في الولايات المتحدة كانوا لا يزالوا – حتى قبل هجوم يوم الجمعة – غاضبين من كلا الطرفين بسبب مقتل خاشقجي الشنيع وسلوك السعودية في حرب اليمن ، التي أودت بحياة الآلاف من اليمنيين، وتسبب بواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. في إشارة إلى أن الحادثة الأخيرة زادت من حدة الغضب ضد ترامب والسعودية.

وقالت “تمارا كوفمان ويتس” ، المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الأمريكية ، إن إطلاق النار على “بنساكولا” سيكون “على رأس” الأفعال السعودية الضارة الأخرى في السنوات الأخيرة ، بما في ذلك اعتقال و تعذيب الناشطات في مجال حقوق المرأة في المملكة. مضيفة أن الحادثة “كسرت الثقة بين الرياض ورعاتها في واشنطن، خصوصاً في الكونغرس“.

وأضافت ويتس: “لا نعرف حتى الآن القصة الكاملة لما دفع هذا الضابط السعودي إلى فتح النار على زملائه في بنساكولا”. “لكن هذا الحدث يتحمله الجميع ، سواء في إدارة ترامب أو في القطاع الخاص ، الذين كانوا يتجاهلون جميع المخاوف بشأن مسار المملكة”. مضيفة إن الحادثة ستثير مزيداً من المساءلات في الكونغرس حول سبب قيام حكومة الولايات المتحدة بتدريب الطيارين السعوديين الذين يشنون غارات تلحق الضرر بالمدنيين في اليمن.

المصدر: الولايات المتحدة اليوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق