(مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – متابعات)
رصدت صحيفة “الجارديان” البريطانية حالة سخط بين الفلسطينيين إزاء توالي إعلان دول عربية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل في الوقت الذي يستمر فيه احتلال أراضيهم.
وفي تقرير مشترك، أعده مراسلو الصحيفة البريطانية في القدس وغزة وعمان وإسطنبول، أكد فلسطينيون أن الاتفاقيات الدبلوماسية بين ملكيات الخليج وإسرائيل كشفت عن الصدع بين فلسطين والحكومات العربية، وأثارت تساؤلات حول إمكانية الاعتماد عليها كداعم للقضية الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن طبيعة العلاقة التاريخية بين دول التطبيع الجديد وبين إسرائيل هي ما يدفع الفلسطينيين إلى هكذا شعور؛ إذ لا يمكن وصف اتفاقيتي تطبيع الإمارات والبحرين بأنها معاهدتا سلام؛ “لأن الأطراف الثلاثة لم تكن أبدا في حالة حرب”، إلا أنهما كسرا عزلة إسرائيل في المنطقة.
وفي هذا الإطار، قال “شادي أبو سمارة”، وهو مواطن من رام الله: “تقوم العلاقات على المصالح المجردة، ولم يعد أحد يهتم بالقضية الفلسطينية (..) لست مندهشا، وما حدث كان متوقعا في يوم ما، فقد كانت هناك علاقات طويلة وقديمة بين إسرائيل ودول الخليج”.
وقالت مدرسة الرياضيات “داليا كرزون” من رام الله إنها تفهم السبب وراء اتفاقي التطبيع، وهو محاولة دول الخليج بناء جبهة مع إسرائيل ضد إيران، وإرضاء الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، الذي تدعم قاعدته الإنجيلية إسرائيل، لكن ما أثار إحباطها وغضبها هو زعم الإمارات والبحرين أن التطبيع مع إسرائيل سيساعد الفلسطينيين.
وعلقت “كرزون” على هذا الزعم بقولها: “يمكنهم عمل ما يشاءون لكن عليهم عدم ربط هذا بمصلحتنا؛ لأن مصلحتنا هي إنهاء الاحتلال لا التصالح معه”.
ولطالما شدد المسؤولون الفلسطينيون على أن الضغط الإقليمي على دولة الاحتلال بات مهما الآن أكثر من أي وقت مضى، وقالوا إن التهديد بالعزلة كان وراء إقناع إسرائيل بوقف خطط الضم هذا الصيف.
وفي الوقت الذي تزعم فيه الإمارات إن الاتفاقية مع إسرائيل جاءت مقابل وقف الضم، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” نفى هذا الزعم.
وكان السياسي الفلسطيني البارز “صائب عريقات” علق على الاتفاقية بقوله: “نشعر بالخيانة”، واعتبرها “تشجيعا ضخما للحكومة الإسرائيلية لمواصلة احتلالها”.
