تقارير

النظام السعودي على بُعدِ خطوة من التطبيع مع “إسرائيل”

خاص – مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث

ربما يتصور من يتابع الشأن السعودي، وبالأخص أحداث السن منهم، بأن الخطوات التطبيعية السعودية مع الكيان الصهيوني قد بدأت بمجيئ محمد بن سلمان لولاية العهد في المملكة السعودية، ولا يمكنه أن يتخيل أن تلك الخطوات كانت ممتدة لتاريخ يعود لبداية تأسيس هذه المملكة على يد مؤسسها عبدالعزيز بن سعود، لا بل قبل تأسيس دولة الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية والتي سُميت بدولة “إسرائيل”. وربما يعود سبب ذلك، أن الخطوات التطبيعية لآل سعود، كانت غالبا ما تتم عبر عمليات سرية، لكن أخيرًا تم الكشف عنها لاحقًا، من قبل مؤسسات بحثية ومراكز دراسات عديدة، بعد أن رفعت بريطانيا والولايات المتحدة السرية عن بعض الوثائق التي تثبت ذلك، وبعد أن جاء عهد الملك سلمان وأبنه محمد، لم يرى بن سلمان حرجًا في أن تكون خطواته التطبيعية أقرب إلى العلن منها إلى السر، متجاوزًا بذلك نهج أعمائه السري في التعامل مع إسرائيل.

تأسيس المملكة وشروط بريطانيا

قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، كانت شبه الجزيرة العربية تخضع شكليا لنفوذ الدولة العثمانية، بينما تتقاسم القبائل والعائلات النفوذ الفعلي والسيطرة على الأرض، فالأشراف يحكمون الحجاز، وآل سعود يحكمون نجد، والأدارسة يحكمون عسير، وآل رشيد يحكمون حائل والجوف. لكن آل سعود كانت لهم مراسلات مستمرة مع المعتمد السياسي البريطاني في الكويت الكابتن شكسبير، ليبدوا استعدادهم بالتعاون معهم ضد الدولة العثمانية، وكان عبدالعزيز بن سعود يحاول التقرب من الإنكليز على حساب الشريف حسين، لكن الموقف البريطاني من رسائله التحريضية على الشريف حسين، كان من خلال تلطيف الأجواء بينهما، لأنها كانت تريد الاستفادة من الاثنين. وحينما اندلعت الحرب العالمية الأولى واخذت الدولة العثمانية الجانب الألماني، شنت بريطانيا حربًا عليها. وحرَّضت الشريف حسين للتمرد ضد الدولة الثمانية. وفي نهاية الحرب، أراد الشريف حسين من بريطانيا أن تفي بوعودها له بحكم المناطق العربية في شبه الجزيرة العربية، إضافة إلى الشام وفلسطين والعراق، كما رفض التوقيع على معاهدة فرساي، ولم يوافق على فرض الانتداب على فلسطين، ورفض اعطاء فلسطين لليهود على حساب سكانها العرب، لكن عبدالعزيز بن سعود وافق على كل الشروط البريطانية، وكتب رسالة لبرسي كوكس المندوب البريطاني، قبل أن تصدر الحكومة البريطانية وعد بلفور سيئ الصيت، جاء فيه، (أنا السلطان عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل السعود، ‏‏أُقرّ وأعترف ألف مرة للسير “بيرسي كوكس” مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من ‏‏إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم، كما ترى بريطانياً التي لا أخرج عن رأيها حتى ‏‏تصيح الساعة”.‏ فتنكرت ‏بريطانيا للشريف حسين، وسمحت لعبدالعزيز بن سعود بالتمدد والقضاء عليه، ليؤسس نواة الدولة ‏السعودية ‏الثالثة،‏ وبذلك يكون عبدالعزيز بن سعود، هو أول شخصية عربية توافق على انشاء كيان صهيوني لليهود في فلسطين تاريخيًا.

ونشر عدد من الباحثين وثائق ‏تعود إلى الأرشيف البريطاني والأرشيف العبري، توضح ‏علاقة ‏عبدالعزيز بالحركة الصهيونية، منها وثيقتان تاريخيتان تعودان إلى عام 1943‏‎.‎‏ ‏خلاصة ما جاء بهما، أن مؤسس المملكة السعودية دخل في مفاوضات سريّة لجهة بيع ‏‏فلسطين مقابل 20 مليون جنيه‎.‎‏ ووفق الوثيقتين، أن المفاوضات السرية جرت بين ‏عبدالعزيز ومستشاره جون فيليبي ‏من جهة، وبين وحاييم وايزمان (رئيس الوكالة اليهودية ‏في فلسطين آنذاك)، والكولونيل ‏هوسكنس (المبعوث الخاص للرئيس الأميركي روزفلت إلى ‏الشرق الأوسط)، وروزفلت ‏نفسه أيضاً‎.‎‏ لكن مستشار عبدالعزيز ‏فيليبي، قام بتسريب ‏القضية، فانسحب ابن سعود على إثرها من المفاوضات ونفى أي علاقة له ‏في ‏الموضوع‎.‎

كما ‏‎كان لابن سعود خدمة للمشروع الصهيوني، من خلال دوره في إخماد ثورة 1936 ‏التي ‏قامت في فلسطين ضد الإنكليز، حينما قام بإرسال رسالة إلى أمير الأردن عبدالله بن ‏حسين، يقترح فيها توجيه نداء بمشاركة الملك غازي في ‏العراق والإمام يحيى في اليمن، ‏يدعون فيها أهل فلسطين إلى وقف الاضطرابات ‏وإفساح المجال أمام الحكومة البريطانية ‏لإنصافهم! وفي هذا الشأن، أكد وزير المستعمرات أن الحكام العرب أبدوا ‏تلقائياً رغبتهم في ‏استخدام نفوذهم لدى عرب فلسطين لصالح السلام. لكن حكومة صاحبة الجلالة، لم تقدم ‏أي تعهدات صريحة أو ضمنية. ‏

لن ندعم حركة معادية لليهود

ووفقًا لكتاب صدر عام 2012 بعنوان “المملكة العربية السعودية والصراع في فلسطين” لأحد الباحثين ‏الصهاينة، القى فيه الضوء على نظرة مؤسس السعودية عبدالعزيز آل سعود إلى اليهود، ‏ووجودهم على أرض فلسطين، مستندًا في ذلك على تفاصيل تاريخية من مصادر أرشيفية ‏بريطانية لم تُنشَر من قبل، بالإضافة إلى مذكرات قادة الوكالة اليهودية، تدور حول تسامح ‏ابن سعود مع فكرة قيام دولة صهيونية في فلسطين. منها ما ذكره عن المستشار السياسي ‏لعبدالعزيز آل سعود “حافظ وهبة”، حينما صرح لوكالة رويترز في لندن عام 1929: بأن ‏‏”عبدالعزيز وشعبه يعترفون بأن فلسطين هي أرض مقدسة للأديان الثلاثة الكبرى، هو ‏يريد للمسيحيين واليهود والمسلمين أن يعيشوا بصداقة، وأن ابن سعود يعتقد ‏أن حكومة الانتداب ستحافظ على التوازن العادل بين العرب واليهود، ولا يجب أن يتم ‏الاعتقاد أن ابن سعود سيدعم حركة معادية لليهود”. ‏

وفي الثلاثينيات من القرن المنصرم، كان الشغل الشاغل لعبدالعزيز، هو الحيلولة ‏دون سيطرة حاكم الأردن عبدالله بن الحسين على فلسطين، ووجد أن في تدفق اليهود إلى ‏فلسطين، عاملًا مساعدًا لإفشال مساعي عبدالله. وذكر مؤلف الكتاب، بأن موشي ‏شيرتوك عضو إدارة الوكالة اليهودية، زار الممثلية السعودية في لندن في 12 آذار 1937، وقال للممثل السعودي ‏إن مواقف أبن سعود، “مبنية على الإصغاء لوجهة نظر واحدة”، فأجابه ممثل الملك ‏السعودي بأن “الملك سوف يكون سعيداً بسماع وجهة نظر اليهود” وبعد أسابيع من هذا ‏الاجتماع، طلب فؤاد حمزة مستشار ابن سعود ومدير الشؤون الخارجية السعودية، طلب ‏لقاء في بيروت، فأرسل إلياهو افشتاين أحد أعضاء الوكالة للاجتماع به، وطلب من حمزة ‏أن يشرح للملك السعودي، “ما هي الصهيونية وما هو مشروعها في فلسطين، وما هو ‏موقفها من عرب فلسطين”، بعد ذلك، توجّه بن غوريون شخصياً برفقة افشتاين إلى بيروت ‏في 13 نيسان واجتمعا بفؤاد حمزة. كما نقل الكاتب عن مذكرات بن غوريون، إن الإدارة الأمريكية طلبت من ‏سفرائها وممثليها في الدول العربية إبلاغ القادة العرب أن “واشنطن تدعم هجرة 100 ألف ‏يهودي فوراً وإقامة دولة يهودية قابلة للوجود على جزء من أرض فلسطين”. وذكر أن ابن ‏سعود وفي معرض رده على طلب الأمريكان، قال بأنه “لن يضع عوائق أمام الولايات المتحدة ‏وسيقترح على الدول العربية الأخرى أن تتصرف باعتدال”. ‏

ماذا عن موقف أبناء عبدالعزيز وأحفاده من القضية الفلسطينية؟

وإذا كان هذا موقف مؤسس المملكة السعودية من القضية الفلسطينية ودعمها للكيان ‏الصهيوني، فليس من المستغرب أن يتم البناء على هذا الموقف من قبل أبنائه وأحفاده على ‏ذات القضية، والدفع لعلاقات أكثر عمقًا وتطورًا مع الكيان الصهيوني. فالتاريخ الحديث ‏يحمل تفاصيل عديدة عن العلاقة بين الجانبين في الستينات خلال حرب اليمن والمساعدات العسكرية الصهيونية التي كانت تتدفق ، ثم ‏الانفتاح على علاقة اكثر عمقًا من خلال سفير السعودية الأسبق في واشنطن بندر بن ‏سلطان مع يهود أمريكا، واصطحابه لوفد يهودي لغرض لقاء الملك “فهد”، ضمَّ في صفوفه أعضاء في ‏حزب الليكود الصهيوني.‏ وفي عام 2002 عرض عبدالله بن عبدالعزيز، التطبيع الكامل مع اليهود والاعتراف الكامل بدولة إسرائيل، مقابل ما احتلته سنة 1967 والتنازل عن باقي فلسطين، وقام سعود الفيصل بتسويق المبادرة عربيا وعالميا ليُكمل ما قام به أبوه وعمه وجده من قبل، فما كان رد الفعل الإسرائيلي على تلك المبادرة، إلا أنها قبلت بنصف المبادرة الأول -التطبيع والاعتراف الكامل بها- ورفضت نصفها الآخر -الانسحاب مما احتلته سنة67-.

لم تبق العلاقة التاريخية والمتينة بين النظام السعودي والكيان الصهيوني الإسرائيلي سرية كما كان عليه الحال سابقا، ففي السنوات الأخيرة انكشفت حقيقة هذه العلاقة المشبوه. والملفت في قضية هذه العلاقة، هو إن أول مبادرة عربية رسمية تعترف بإسرائيل جاءت من السعودية في قمة فاس عام 1982م، حينما طرحها الملك فهد، فهي تمثل في الحقيقة، اعتراف بالكيان الصهيوني، وتنازل عن فلسطين، وتنازل عن حق العودة للمهجرين الفلسطينيين عبر طرح بند “التعويض”، مما يعتبر انتصارا ساحقا للكيان الصهيوني حصل عليها كهدية من السعودية بدون مقابل أو تنازل. هذه المبادرة هي من هيئت الأرضية المناسبة لمؤتمر مدريد سنة 1991، وفتحت أبواب الجهر والاعتراف بالعلاقة مع الكيان الإسرائيلي من قبل العديد من الدول العربية. كما وقفت السعودية خلف قرار تأجيل النظر في تقرير غولدستون الذي يتهم الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في حربها ضد قطاع غزة، في محاولة لإنقاذ إسرائيل من الإدانة والمحاسبة الدولية.

ما نوع العلاقة السعودية الإسرائيلية بعد تولي بن سلمان السلطة الفعلية في السعودية؟

مع تسلم الملك سلمان الحكم في المملكة وتعين أبنه وليًا للعهد، حدث تطورًا على العلاقة السعودية الإسرائيلية جعلها أقرب إلى العلنية منها إلى السرية. وحول هذا السياق، أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي “أرييه درعي”، أنه وقع مرسومًا يقضي بالسماح لليهود ولكل من يحمل الجواز الإسرائيلي بالسفر للسعودية لأغراض تجارية أو دينية. ويسمح مرسوم “درعي” بزيارة السعودية بشكل علني لأول مرة منذ قيام “إسرائيل”. من جانبها قطعت الرياض شوطاً كبيراً في تهيئة الأجواء العربية للتعايش مع مرحلة جديدة عنوانها الأبرز “التطبيع الكامل مع إسرائيل”. من جانبها تتجه السلطات السعودية إلى اشتراط حمل جواز سفر دائم يشمل رقما وطنيا ‏لاستقبال الحجاج والمعتمرين، الأمر الذي يعني إلغاء الإجراء المتبع، الذي ينص على دخول ‏حجاج فلسطينيي 48 إلى الأراضي السعودية بجواز سفر أردني مؤقت يحصلون عليه لغاية ‏الحج، ولا يحمل رقما وطنيا، إنما عليهم الدخول بجواز سفر إسرائيلي.‏

وساهم عجز ولي العهد السعودي عن التصدي لإيران في اليمن، إلى تقارب بلاده بشكل أكبر مع إسرائيل، وفقًا لقاعدة “عدو عدوي صديقي”. ووجدت السعودية من حجة التصدي لإيران فرصة للتقارب من الكيان الصهيوني ‏وتشكيل تحالف خفي بينهما ضد إيران، وفي هذا الإطار كشفت وثائق نشرها موقع ‏‏”أمريكان هيرالد تريبيون”،عن أسماء قادة من الجيش السعودي شاركوا في تدريبات سرية ‏مع “إسرائيل”. أما صفقة التنازل المصري ‏عن جزيرتي تيران وصنافير للرياض، فقد جعل من المملكة شريكًا أساسيًا في معاهدة ‏السلام “كامب ديفيد” مع “إسرائيل” مما يمكّنها من التواصل مع تل أبيب علانية بحكم ‏اتفاقية السلام الموقعة والملزمة للجميع فيما يتعلق بمضيق تيران والملاحة الإسرائيلية من ‏خلاله.‏

النظام السعودي يهيأ الراي العام لتقبل التطبيع

وفي مجال الإعلام، سمح النظام السعودي للعديد من الكتاب السعوديين والمغردين، في مغازلة “إسرائيل” وابداء الرغبة في التطبيع معها وزيارتها، بل إنهم وصفوها بالدولة المعتدى عليها من قبل الفلسطينيين، وأبدوا الندم على اظهار العداوة للدولة اليهودية. ولم يغفل النظام السعودي، تأطير العلاقة مع “إسرائيل” دينيًا، وقد قام بهذا الدور، الأمين العام رابطة ‏التعاون الإسلامي ورئيسها محمد العيسى وزير العدل السعودي السابق، حينما قام بتأدية ‏‏”صلاة جماعة” على أرواح ما أسموهم ضحايا الهولوكوست المزعوم.‏ واللقاء بوفود المنظمات اليهودية الأمريكية الداعمة لإسرائيل. وباسم الدعوة لحوار الأديان، يسوغ لنفسه اللقاء بحاخامات اليهود الإسرائيليين. كما يتم نشر صورًا لصهاينة يزورن الأراضي السعودية والأماكن المقدسة فيها. ‏بالإضافة إلى زيارات يقوم بها سعوديين إلى فلسطين المحتلة.

كما قام اللواء السابق في القوات المسلحة السعودية بدوره في هذا المجال، حينما قام بزيارة إسرائيل، ليعلن من هناك، بأن السعودية ستتجه للتطبيع مع “إسرائيل” بعد تطبيق المبادرة العربية. وفيما يبدو أن التطبيع بين الرياض وتل أبيب يسير بخطوات ثابتة نحو التحول من السر إلى العلن في ضوء المستجدات التي طرأت على الساحة مؤخرًا والتي ربما ستعيد رسم خارطة المنطقة جيوسياسيًا مرة أخرى، منها إعلان اقامة العلاقات بشكل رسمي بين الإمارات و”إسرائيل”. وعلى الصعيد الاقتصادي، كشفت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن مسؤولاً مقرباً من رئيس ‏الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد أن السعودية تدرس شراء الغاز الطبيعي من ‏‏”إسرائيل”، وذلك في ضمن خطوات التقارب مع دولة الاحتلال التي يتبناها ولي العهد محمد ‏بن سلمان.‏

عمليات التطبيع شملت رعاية مصالح إسرائيل في دول المنطقة

لم يكتفي النظام السعودي باتخاذ كافة الإجراءات التي تؤدي للوصول إلى التطبيع المباشر مع الكيان الصهيوني، أنما ساهم هذا النظام، بالعمل من أجل المصالح الإسرائيلية في المنطقة بالنيابة عنه، فحينما اختار الشعب المصري محمد مرسي كأول رئيس لهم بطريقة ديمقراطية، الأمر الذي جعل إسرائيل تعيش برعب من هذا التحول في مصر، قام النظام السعودي بدعم انقلابٍ عسكري عليه بقيادة عبد الفتاح السيسي، ودعمه بكل قوة كي يسيطر على الشعب المصري ويرتكب المذابح بحقه، ذلك لأن الرئيس المصري المنتخب ديمقراطيًا، مثَّل كابوسًا للكيان الصهيوني، وكان التخلص منه ضرورة ملحة بالنسبة لهم، قامت ‏السعودية بتحقيقها لإسرائيل بكل ممنونية، ومضت السياسية السعودية، بالسياق الذي يرضي “إسرائيل” في حربها لكل ثورات الربيع العربي التي خرجت فيها الشعوب لتنال حريتها، فقامت بدعم الأنظمة الاستبدادية وشكلت الجماعات الإرهابية لتضرب شعوبها، فهي لم تتوانى عن دعم انقلابي مثل حفتر في ليبيا وصرفت عليه الأموال والتسليح ليقود حربًا شرسة ضد شعب ليبيا. ودعمت نشر الفوضى في التجربة الديمقراطية التونسية، حشرت أنفها في الحكومة المغربية التي جاءت من رحم الربيع العربي.

أما داخليًا، فقد قام ‏النظام السعودي بتكميم افواه السعوديين الذي ينتقدون نهج النظام السعودي، ومن ضمنها خطواته في التطبيع مع “إسرائيل”، فقام بسجن ‏علماء الدين والمثقفين والمفكرين السعوديين، ومنع حتى أن تخرج تغريدة فيها شيء من الانتقاد لسياسة النظام. لم يكتفي بذلك، فقام بسجن الفلسطينيين المقيمين ‏في المملكة، بتهمة صلتهم مع حركة “حماس” المقاومة لإسرائيل وجمع التبرعات لها. وقامت بشيطنة المقاومة الفلسطينية المتمثلة بحركة “حماس” وقطع كل الامدادات والدعم والتمويل لها، كعربون صداقة سعودي لإسرائيل. وما الحصار الذي فُرض على قطر، إلا محاولة أخرى لخنق المقاومة الفلسطينية التي كانت تتلقى دعما من قطر. وبالتالي فأن النظام السعودي يقف على بعد ‏خطوة واحدة من اعلان هذا التطبيع رسميًا مع الكيان الصهيوني، ويمضي بخطى أولاد زايد الذي سبقوه في ‏خيانة الامة والمقدسات، وما يمنعه من إعلان التطبيع بشكل رسمي مع الكيان الصهيوني، إلا خوفه من إيران وقطر أن تهاجمه، هذا ما نقله عنه رجل الأعمال الإسرائيلي  الأميركي حاييم صبان -عراب التطبيع الإماراتي الإسرائيلي-.

لكن الذي لم تخشاه الإمارات، لا نظن أن محمد بن سلمان سوف يخشاه، وسيتقدم على إعلان التطبيع مع “إسرائيل” فور دخول معاهدة “السلام” الإماراتية الإسرائيلية حيز التنفيذ بعد التوقيع عليها بشكل رسمي في واشنطن. إن إسرائيل تنظر للتطبيع مع السعودية، على اعتبارها الجائزة الكبرى التي تنتظرها، كون التطبيع مع السعودية يعني بمفهوم “إسرائيل”، أن الصراع مع المسلمين قد انتهى بانتصارهم، حينما ركعت البلاد التي تضم مقدسات المسلمين لإسرائيل. وأن باقي الدول العربية وحتى الإسلامية، ستأتي راكعة إليها بعد سقوط المملكة بمستنقع التطبيع مع العدو، هذا ما يتمناه الكيان الصهيوني وما يخطط له.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق