أخبار

وكالة أمريكية: تبعية بن سلمان للبيت الأبيض جعلته تحت رحمة أساليب الإدارة الأمريكية القاسية

(مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – ترجمات)

نشرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية مقالا للصحفي الأمريكي “بوبي غوش”، تساءل فيه عن سبب وصول ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، إلى طريق مسدود في واشنطن قائلاً إن “تبعية الأمير السعودي للبيت الأبيض جعلته تحت رحمة أساليب الإدارة الأمريكية القاسية”.

واستعرض “غوش” في مقاله أحد الأساليب التي استخدمها الرئيس الأمريكي مؤخراً لإذلال الحاكم الفعلي للسعودية، حيث تلقى الأخير تهديدا من “ترامب”، بسحب كافة القوات الأمريكية من المملكة، إن لم تخفض إنتاجها من النفط.

جاء ذلك خلال مكالمة “ترامب” لـ”بن سلمان”، في 2 أبريل/نيسان الماضي، أدهشت الأخير لدرجة أنه طلب من مساعديه مغادرة الغرفة، فلم يكن أحد من الحاشية موجودا معه، عندما تعرض سيدهم للترهيب، وطلب منه على ما يبدو الاستسلام، حسب المصدر نفسه.

ولم يكن “بن سلمان” ليتجاهل التداعيات الوخيمة عليه وعلى عائلته، وكما قال “ترامب” بطريقته الفظة المعروفة، حسب وصف “غوش”، فالعائلة لم تكن “لتبقى في الحكم مدة أسبوعين لولا الدعم العسكري الأمريكي”.

ويرى “غوش”، أنه “يجب على ولي العهد الآن الاعتراف بمحدودية قراره غير الحكيم في بناء العلاقات مع الولايات المتحدة، الحليف الذي لا يمكن للمملكة الاستغناء عنه”.

وفي معرض وصفه للحال الذي آل إليه “بن سلمان”، قال “غوش”: “الأمير أصبح مثل شبه منبوذ، بصفته عضوا بارزا في العائلة المالكة، بطريقة لم تحصل لفرد من العائلة منذ التحالف الأمريكي- السعودي قبل 75 عاما”.

وأوصى الأمير “بن سلمان”، بضرورة إدراك “حدود استراتيجياته الطائشة” في علاقاته مع الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن “الحكام السابقين للمملكة استطاعوا الوثوق بأصدقائهم في الكونجرس لنيل الصفح من البيت الأبيض، إلا أن الأمير بن سلمان لديه بضعة أصدقاء في واشنطن، إلا أنه لن يتمكن من استخدامهم في الأزمات”.

وشدد مقال “بلومبرج”، على أن “الأمير بن سلمان أصبح عرضة للهجمات المستمرة من كل الدوائر في واشنطن، بسبب عدد من القضايا، ومن بينها، الحرب في اليمن، واعتقال الناشطات في مجال حقوق الإنسان، وقتل الصحفي جمال خاشقجي”، مستشهداً بوصف السيناتور الأمريكي “لندسي غراهام”، له بأنه “غير مستقر ولا يوثق به”.

وجاء في المقالة أن “كلا الحزبين في الكونجرس الأمريكي يؤيدان إجراءات عقابية ضد الرياض في العديد من القضايا، ابتداء من تقييد مبيعات الأسلحة إلى السعودية، وصولا إلى المطالبة بالعدالة لخاشقجي”.

وأشار الكاتب إلى أن توقيت إذلال “بن سلمان” من قبل الرئيس الأمريكي “غير ملائم”، لاسيما وأنه جاء بالتزامن مع الضربة المزدوجة لحرب النفط وجائحة الفيروس التاجي التي أضرت بشدة بالاقتصاد السعودي، وقوضت أجندة الإصلاح الطموحة في الداخل.

وقال: “ولي العهد السعودي واجه معارضة غير متوقعة، لفكرة إنشاء مدينة سياحية ضخمة على ضفاف البحر الأحمر”، مشددا ضرورة بذل الكثير من الجهد، والإنفاق من أجل حفظ ماء الوجه، للخروج من المعضلة اليمنية.

وأضاف أنه “ما من أمل في تحقيق انتصار شخصي لعام 2020 بالنسبة للأمير محمد بن سلمان الذي يقع حاليا في حالة يرثى لها”، قائلا: “الأمير عالقٌ في المكان الذي يريده الرئيس الأمريكي”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق