تقارير

كيف اختطفت المملكة السعودية رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي؟

خاص – مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث

تفاجأ العالم الإسلام بتغريدة من موقع “رابطة العالم الإسلامي” تهنئ فيها اليهود بالعالم بعيد الفصح اليهودي (Passover)، فما كان من حكومة الكيان الصهيوني، إلا أن احتفت بتلك التهنئة وأعادت تغريدها، من خلال حساب وزارة الخارجية “الاسرائيلية” الرسمي “إسرائيل بالعربية” مرفقًا بتعليقٍ منها قالت فيه: “بمناسبة حلول عيد الفصح بعثت رابطة العالم الإسلامي بالتهاني والتبريكات لليهود في جميع أنحاء العالم: “تتمنى رابطة العالم الإسلامي عيد فصح سعيد لأصدقائنا اليهود حول العالم. نتمنى ان تستمتعوا بالعيد في سلامة وصحة جيدة”. وباركت بالعبرية: “عيد فصح سعيد”. جعل الله أعياد الجميع خير وبركة”.

ولا نعلم، هل كانت هذه التغريدة ممثلة عن وجهة النظر السعودية، أم وجهة نظر العالم الإسلامي؟ فعند مراجعة ميثاق الرابطة المنشور على الانترنت، تبين لنا إن هذه الرابطة، هي منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة مقرها مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، تقوم ‏بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه ودحض الشبهات والافتراءات التي تلصق به، وإقناع ‏الناس بضرورة الالتزام بأوامر ربهم لهم واجتناب نواهيه وتقديم العون للمسلمين لحل ‏مشكلاتهم وتنفيذ مشاريعهم الدعوية والتعليمية والتربوية والثقافية.

تأسست رابطة العالم الإسلامي يوم 18 مايو/أيار 1962 بموجب قرار صادر عن المؤتمر ‏الإسلامي ‏العالمي الذي عقد في مكة المكرمة‎ ‎في الفترة ذاتها‎.‎‏ واتخذت من مدينة مكة المكرمة ‏مقرا رئيسيا لها. ‏وكانت لها جملة من الأهداف تسعى لتحقيقها، شملت، ‏‎التعريف ‏بالإسلام، ‏‎ ‎العمل على تحقيق ‏رسالته، ودحض الافتراءات عليه، وبذل الجهود لدفع عوامل ‏فساد ذات البين داخل الشعوب ‏والجاليات الإسلامية، وغيرها من الأهداف النبيلة التي ‏جاء بها الإسلام.‏ فهل يا ترى ما زالت هذه المنظمة تحافظ على تلك الأهداف النبيلة التي ‏تأسست من أجلها؟

ومن التعريف المنشور للرابطة، وتبيان أهدافها، هل يا ترى، إلقاء التهاني لاتباع دينٍ تعتبره “إسرائيل” دين دولتها، بل وتعتبر دولتها كـ”دولة يهودية” هو من باب التقارب وتشجيع الحوار؟ وهل التعاون مع منظمات يهودية مرتبطة بالكيان الصهيوني، يدخل من باب “الحوار مع أصحاب الثقافات الأخرى”؟ ولماذا هذه المنظمة تتعاطف مع “ضحايا الهولوكوست” بينما لا تتعاطف مع ضحايا الكيان الصهيوني من الفلسطينيين رغم إنهم يحتلون أراضي عربية وإسلامية؟ وهل هي مصادفة، أم إنها مقصودة، حينما تتوافق التهنئة، مع تاريخ المجزرة التي ارتكبت بحق قرية دير ياسين الفلسطينية في التاسع من أبريل/نيسان عام 1948، على أيدي مجموعتين صهيونيتين إرهابيتين، منظمة الأرغون التي كان يتزعمها مناحيم بيغن، ومنظمة شتيرن التي كان يترأسها إسحق شامير.

من المؤكد، أن التغريدة التي نشرتها ما يسمى “رابطة العالم الإسلامي” لا تعبر عن مشاعر المسلمين حول العالم، كون إن هذه المنظمة وبتوجهاتها الحالية لا تعبر عنهم، إنما تعبر عن التوجهات السعودية الجديدة المتصهينة، والتي تريد جر العالم الإسلامي إلى مهاوي الاستسلام للرؤية الصهيونية والتاريخ المزيف الذي تنشره لقضية فلسطين المحتلة من قبلهم، وعرض الرواية المشكوك بأمرها حول المجازر المرتكبة بحق اليهود من قبل النازية، والتي تحاول تجريم كل من يشكك بأمرها. ولا أعلم إذا ما كنا سنشهد قوانين سعودية في الأيام المقبلة، تُجرّم التشكيك بالهولوكوست؟ وإلَّا، فما هو تفسير أن تقوم هذه الرابطة بنشر تهنئتها على حسابها باللغة الإنجليزية في تويتر، لتتمنى فيه عيد فصح سعيدا لـ”أصدقائها ‏اليهود حول العالم”.

الخطوة التي قامت بها تلك المنظمة، لاقت ‏ترحيبًا واحتفاءً كبيرين، من لدن الحكومة “الإسرائيلية”. لكنها قوبلت بانتقادات واسعة من ‏المغردين على تويتر. فحساب المغرد الذي يحمل اسم “سالم” رد على تغريدة الرابطة بالقول: ” من اعطاكم الحق تتكلموا بلسان المسلمين؟ غيروا اسمكم والعبوا انتم واليهود الى قيام الساعة”.

أما المغرد، د. أكرم حجازي فقال، “ليست إسلامية، بل رابطة الصهينة والشر، لن تحصدوا من تهودكم وصهينتكم وتحالفاتكم واحتماؤكم باليهود إلا الذلة والمهانة والمسكنة والخوف وغضب الله ورسوله وسائر المؤمنين. ألا لعنة الله عليكم وعلى كل من انتسب إليكم أحياء وأمواتا”.

تهنئة الرابطة ليهود العالم لم تكن خطوتها الأولى

لم تكن خطوة التهنئة المستفزة لمشاعر المسلمين حول العالم، هي الأولى من نوعها، فقد ‏اتخذت الرابطة في الفترة الأخيرة خطوات عديدة للتقارب مع ‏أوساط يهودية في فترة أمينها ‏العام الحالي “الشيخ محمد العيسى”، ما كانت لِتتم، لولا إيعاز من قبل ‏قادة المملكة. ‏ ففي وقت سابق من العام الماضي، كشفت الخارجية الإسرائيلية، ‏عن دعوةٍ وجهتها رابطة العالم الإسلامي، لوفد يهودي لزيارة ‏المملكة العربية السعودية. وفي وقتها، نشرت صفحة الخارجية الإسرائيلية الناطقة بالعربية على التويتر “إسرائيل بالعربية”، تغريدة أكدت فيها، أنه للمرة الأولى سيزور وفد يهودي المملكة السعودية، ‏استجابة لدعوة من رابطة العالم الإسلامي. كما ونشرت الصفحة ايضًا، فيديو لأمين عام ‏الرابطة، الشيخ محمد العيسى، أثناء توقيعه اتفاقية تعاون مع مؤسسة “نداء الضمير” ‏الأميركية لتعزيز قيم الوئام ومحاربة التطرف، قال فيه، “لا يمكن إطلاقا ‏أنكار الهولوكوست ولا التقليل من ‏شأنها”. وأضاف، “أردنا أن نقول كلمة الحق تجاه هذه ‏الجريمة النازية البشعة، وسنكون ‏ضد أي فكر أو نظرية تنكر هذه الجريمة”. وأكد ‏العيسى، “أن وفدا من الهولوكوست ‏سيقوم بزيارة للمملكة بدعوة واستضافة من ‏رابطة العالم الإسلامي”.‏ ومؤسسة “نداء الضمير” هي مؤسسة تضم رجال دين يهود متطرفين وداعمين للكيان الصهيوني. ‏وفي محاولة من الرابطة لتبرير وجود تلك شخصيات اليهودية المتطرفة ضمن الوفد، قال حساب ‏الرابطة على تويتر، “إن زيارة الوفد الأمريكي إلى السعودية ليست لوفد ديني خاص، إنما هي ‏لوفد أميركي مستقل ومتنوع دينيا” لكن الرابطة وعلى لسان أمينها العام محمد العيسى، لم ‏يفوت الفرصة ليجامل اليهود في وجهات نظرهم التاريخية.

فيديو العيسى..

انحراف الرابطة لم يكن مع الكيان الصهيوني فحسب، إنما مع الأنظمة التي تضطهد المسلمين في العالم

وعلى ما يبدو، إن هذه الرابطة التي تم تأسيسها، لدعم جهود الدعوة الإسلامية، وتقديم المساعدة لكل المسلمين حول العالم، قد انحرفت عن توجهاتها في عهد الملك سلمان وابنه محمد، إلى منظمات متصهينة، تتبنى وجهات النظر الصهيونية، وتدعم حق اليهود المتصهينين في أراضي فلسطين التاريخية، ليس ذلك فحسب، إنما أصبحت معولًا هدامًا لكل الحقوق الإسلامية في العالم من خلال تواطئها، ليس مع الكيان الصهيوني فحسب، انما مع حكومات مستبدة ومضطهدة للمسلمين كحكومتي الهند والصين.

ففي تقرير أورده موقع DW الألماني، جاء فيه، إن “العديد من دول الغرب تندّد بما يحدث لأقلية الإيغور في إقليم شينغيانغ الصيني، بينما تجد دول إسلامية كبيرة ومهمة تلتزم الصمت. بل إن بعضها يدافع عن الصين”. وأضاف الموقع، “في الثامن من يوليو/تموز 2019، وقعت 22 دولة، رسالة موجهة إلى مجلس حقوق الإنسان، انتقدت فيها الصين على سياساتها في إقليم شينغيانغ “تركستان الشرقية” وطالبتها بوقف عمليات الاحتجاز الجماعي”. ردت الصين بـ”توبيخ” الدول الموقعة واعتبرت الأمر تدخلًا في شؤونها الداخلية، وقالت إن “معسكرات الاعتقال، هي مجرّد مراكز تعليم مهني، أهدافها تعليم اللغة المندرينية، وإبعاد السكان عن التطرّف الديني”. وأكمل التقرير، “غير أن رد الفعل الأبرز لم يأتِ من بكين، بل من 37 دولة، وجهت هي الأخرى رسالة إلى الأمم المتحدة لدعم الصين. وكان من المثير، أن الرسالة حملت توقيع دول مثل السعودية والإمارات وسوريا وعمان والبحرين، دافعت عن الصين، واعتبرتها، إنها حققت إنجازات لافتة في مجال حقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب” حسب تعبيرهم. في حين دافعت الرياض عن موقفها، وقالت إن الرسالة “دعمت السياسات التنموية للصين فقط”.

من ناحيته، يربط رشيد أوراز، الباحث الاقتصادي بالمعهد المغربي لتحليل السياسات، مواقف جلّ الدول العربية والإسلامية بالمشاكل الداخلية التي تعيشها، وبالشلل الكبير للمنظمات الإقليمية كجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، مشيرًا في تصريحات لـDW العربية، إلى أن الأنظمة الإسلامية تحتاج إلى آليات لضبط مواطنيها، ولذلك تنسق غالبًا مع أنظمة سلطوية عالمية لهذا الغرض، وعلى رأسها الصين. وفي السياق ذاته، يقول الخبير الألماني في الملف الصيني أدريان زينز، إن “حكومات المنطقة الإسلامية هي نفسها تنتهك حقوق الإنسان، ولا اهتمام لها بالقيم، وإنما ترغب فقط أن تحافظ على نفسها”. وتشكّل المصالح الاقتصادية سببًا وجيهًا للعلاقات مع الصين، فالسعودية هي أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط، وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين 63.3 مليار دولار عام 2018.

أما في ما يتعلق بالانتهاكات الهندية التي تطال المسلمين هناك، فلم يكن الموقف السعودي بأفضل من موقفها من الانتهاكات الصينية ضد مسلمي الايغور، فقد نشر المغرد المشهور “تركي الشهلوب” على موقع توتير تغريدة قال فيها “الإعلام السعودي في كل أزمة وقضية يكون المسلمون طرفا فيها، لا بد أن يكون ضدهم”، وأضاف: “رغم أن الإرهابيين الهندوس هم من هاجموا مناطق المسلمين وأحرقوا المساجد ودمروا المنازل وقتلوا الرجال والنساء، إلا أن صحيفة الشرق الأوسط السعودية، حمّلت المسلمين جزءا كبيرا من المسؤولية!”

أما موقف السعودية من قضية كشمير، والذي أزعج القيادة الباكستانية كثيرًا، جاء من خلال تصريح، للخارجية السعودية، ذكرت فيه، أن “المشاكل في كشمير تظلُّ قضيةً داخلية هندية، ويجب أن تحلَّها بنفسها”، ومضت السعودية قدمًا في الوقت نفسه، في استثمار حوالي 15 مليار دولار في أكبر شركات النفط الهندية “ريلاينس”. وفي هذا الصدد، فضحت صحيفة هندية المملكة العربية السعودية، حينما نشرت رفض المملكة لطلبٍ من باكستان، لعقد ‏اجتماع عاجل لمجلس وزراء الخارجية في منظمة التعاون الإسلامي، يتعلق بكشمير. وتابعت ‏الصحيفة الهندية تقول: إن “المملكة العربية السعودية رفضت نداء رئيس الوزراء عمران خان بإجراء ‏مناقشة حول كشمير. ضمن الاجتماع الذي تعقده منظمة التعاون الإسلامي لكبار المسؤولين في ‏جدة يوم 9 فبراير”.‏ وبالتالي فأن الرؤية للسعودية فيما يحدث للمسلمين في كشمير والهند، تتلاقي مع توجهات الحزب الهندوسي الحاكم بالهند، الاكثر قومية وتطرف، والراعي لكراهية المسلمين.

ابعاد كل علماء الأمة الصادقين من الرابطة ‏

لم تكتفي ما يسمى بــ “رابطة العالم الإسلامي” بكل تلك المواقف، أنما تجرأت على ابعاد كل ‏العلماء والمفكرين الإسلاميين من عضويتها، وأتهمتهم بدعم الإرهاب. ففي شهر ‏يونيو/حزيران من سنة 2017، أعلنت الرابطة تعليق عضوية الشيخ “يوسف القرضاوي” ‏في المجمع الفقهي الإسلامي التابع لها. وجاء في بيان لها، “‏بناء على التصنيف الصادر عن ‏المملكة وشقيقاتها لقوائم الإرهاب فقد أنهت رابطة العالم الإسلامي عضوية يوسف ‏القرضاوي في “المجمع الفقهي الإسلامي”. يذكر إن تلك القائمة التي أصدرتها المملكة ‏و”شقيقاتها”، تضم قائمة من الشخصيات والكيانات، من أبرزهم، عاصم عبد الماجد، ‏ورئيس حزب البناء والتنمية (إسلامي معارض) طارق الزمر، والداعية الإسلامي وجدي ‏غنيم، والصادق الغرياني (مفتي ليبيا)، والمؤرخ الإسلامي الليبي علي محمد الصلابي، ‏وغيرهم الكثير من الشخصيات الإسلامية، والمؤسسات الخيرية والتطوعية. ‏وتبنى مجلس “رابطة العالم الإسلامي” مواقف سياسية، تصب في مصلحة الموقف ‏السياسي السعودي، مثال ذلك هو إدانة ما أسمته بـ”التدخل التركي” في ‏ليبيا، ووصفته بأنه ‏خرقًا للنظام الدولي ومهددًا لاستقرار الدول. لكنها لم تتطرق على تدخلها هي ودولة ‏الامارات في دعمها للإنقلابي حفتر وميليشياته، التي تسببت بقتل ألاف المدنيين في طرابلس منذ ‏اكثر من سنة.‏ لم يكتفي محمد بن سلمان بذلك إنما قام على إلغاء “تنظيم المجمع الفقهي في المملكة السعودية” وهو تنظيم تم تأسيسه في 12 أغسطس/ سنة 2012، بقرار من مجلس الوزراء، كخطوة جديدة في سبيل محاربته لكل ما يربط هذه المملكة بالدين الإسلامي الحنيف، والحجة في هذا الإلغاء هو لمنع تداخل الاختصاصات، الأمر الذي استهجنه عدد من المغردين، وفي ذلك قال المغرد ياسر أبو هلالة، “الحكومة السعودية تقرر إلغاء المجمع الفقهي! ما علاقة ذلك بانهيار أسعار النفط وانتشار كورونا ومصادرة أراضي الحويطات والهزيمة في اليمن، إلغاء يثبت عقدة MBS من كل ما له علاقة بالإسلام”.

منظمة التعاون الإسلامي ليست أفضل حالا من الرابطة

أما فيما يتعلق بمنظمة التعاون الإسلامي، والتي كانت تعرف سابقًا بــ “منظمة المؤتمر الإسلامي”، وهي منظمة تأسست في الرباط في 25 أيلول 1969، وعقد أول اجتماع لها، بعد حريق الأقصى في 21 آب 1969. حيث طرحت في وقتها، مبادئ الدفاع عن شرف ‏وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة. لكن مع الأسف، فهي الأخرى قد تم اختطافها من قبل النظام السعودي، وبدت عاجزةً عن التفاعل مع قضايا المسلمين حول العالم الذي تأسست من أجله، وأصبحت أسيرةً للرؤية السعودية، وتحاول السعودية، الحفاظ على منظمة التعاون الإسلامي، ليس لأجل تحقيق غايات المنظمة التي أُسست من أجلها، بل من أجل الهيمنة عليها والحفاظ على تأثيرها على الدول المشاركة فيها. وعيَّنت على رئاستها، شخصيات معروفة بعلمانيتها المتطرفة، مثل إياد مدني ثم بعد ذلك يوسف العثيمين. ولعل السياسات التي انتهجتها المملكة في الأعوام الأخيرة، منذ تولي محمد بن ‏سلمان ولاية العهد بالسعودية، أدت إلى نفور عدد من الدول العربية والإسلامية، واتجاهها لاعتماد سياسة أكثر بعدًا عن الرياض، والتي كان آخرها عقد قمة إسلامية ‏في كوالالمبور بمشاركة “قطر وتركيا وماليزيا وإيران”، وعدد من الدول الإسلامية.‏ الأمر الذي قادة السعودية يستشيطون غضبًا، معتبرة هذا التجمع الإسلامي أمرًا منافسًا لمنظمة التعاون الإسلامي المسيطرة عليها عمليًا من قبلها، وقامت بالضغط على باكستان كي لا تحضر ذلك المؤتمر بغية إفشاله. وفي هذا الصدد، كشف موقع بريطاني عن وثيقة صادرة عن وزارة الإعلام السعودية، تتضمن تفاصيل خطة تبنتها المملكة بهدف إفشال قمة كوالالمبور الإسلامية، تضمنت أمرا من الحكومة السعودية للصحفيين المحليين، بانتقاد القمة التي استضافتها ماليزيا، والتقليل من أهميتها، وتوجهت الرياض للضغط على وسائل إعلام في بلدان أخرى، بما فيها ماليزيا وإندونيسيا وعدد من الدول العربية، للتقليل من أهمية المؤتمر، وإبراز دور منظمة التعاون الإسلامي في خدمة قضايا الأمة الإسلامية! وإلقاء الضوء على حجم المساعدات التي قدمتها السعودية للعالم الإسلامي.

إن منظمة التعاون الإسلامي، ذهبت بعيدًا في عهد محمد بن سلمان، عن الأهداف التي تأسست من أجلها، وأصبحت فاسدة مفسدة، وصل بها الأمر لتنظيم الحفلات الراقصة، هذا ما حدث فعلًا في مدينة جدة، حينما نظمت منظمة التعاون الإسلامي حفلا راقصًا وبرعاية من رئيس ‏المجلس الحالي يوسف العثيمين، سببت ‏حالة من الجدل في الأوساط الإسلامية، ولاقى استهجانًا على وسائل التواصل الاجتماعي ‏. وفي هذا الامر ذكر المغرد سعيد بن ناصر الغامدي: ‏‏”العلماني الاستئصالي يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يقول عن ‏قمة كوالامبور (مثل هذه القمم تشكل إضعافاً للإسلام). ياسلام على الإسلام الذي ‏اصطنعته في حفلات الرقص! بلادنا كانت رائدة في قضايا المسلمين واليوم بسياسة ‏‏”السربتة” أظهرت ريادتها بالرقص والمصارعة النسائية”‏

‎ومن هذا نخرج بمحصلة مهمة، أن رابطة العالم الإسلامي، ومجلس التعاون الإسلامي، لم تعد منظمات تُمثل التطلعات الإسلامية، وتم اختطافهما من قبل المملكة السعودية بتوجهاتها الحالية، والتي تتناغم بشدة مع التوجهات الصهيونية، والتوجهات الامريكية التي لا تبتغي أي نهضة أو اجتماع أو تعاون لدول العالم الإسلامي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق