تقارير

تهديد الحوثيين باجتياح جنوب وشرق اليمن.. الدلالات وإمكانية حدوثه

تهديد الحوثيين باجتياح جنوب وشرق اليمن.. الدلالات وإمكانية حدوثه

أقرت مليشيات الحوثي خطة مواجهة الجيش اليمني والتحالف العربي في المحافظات الجنوبية والشرقية، وذلك بعد يومين فقط من سيطرتها على الجوف.

بحسب ما ذكرت وكالة سبأ التابعة للمليشيات، فقد تضمنت الخطة التي أقرها اجتماع حكومتهم، مجموعة من السياسيات والبرامج والخطوات العملية التي غطت أربعة محاور رئيسية تشمل العسكري والأمني والسياسي والثقافي، التي سيتم البدء الفوري في تنفيذها ميدانيا بعد إقرارها من رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” مهدي المشاط.

وكان مركز أبعاد للدراسات والبحوث، قال في دراسة جديدة له إن سيطرة جماعة الحوثي على الجوف ستنقل الحرب في اليمن إلى مسار جديد، وسيمكنهم من الوصول إلى محافظات أخرى من بينها وادي حضرموت شرق البلاد.

وتحررت أكثر المحافظات الجنوبية في وقت مبكر، ثم خضعت لسيطرة التحالف وتم إقصاء الشرعية، فيما ظلت المحافظات الشرقية بعيدا نوعا ما لوقت طويل عن الصراعات التي بدأت فيها بعد تقاسم النفوذ فيها بين الإمارات والسعودية وما نتج عن ذلك من اختلالات واشتباكات خاصة في المهرة.

دلالات التهديد

وتبدو تلك المخاوف واقعية، فخطة الحوثيين وتماديهم لاجتياح الجنوب مرة أخرى، تدلل كما يقول الإعلامي ياسر حسن إنهم يرون أنفسهم أقوى من قبل في ظل الانتصارات التي تحققت لهم أخيرا في بعض الجبهات.

كما إن ذلك يدل –كما أوضح لـ”اليمن نت” على تراخي التحالف السعودي الإماراتي الذي جاء لدعم الشرعية، ثم انحرف ودخل في مهمات أخرى بعيدة عن ما أعلن عنه، وترك الطريق ممهدة للحوثيين للسيطرة على البلاد.

وأضاف “حتى أن التحالف لم يسمح للحكومة الشرعية بإدارة المناطق المحررة بل أنشأ فيها مليشيات خارجة عن الدولة تعمل لصالحه فقط،  كما إنه منع الحكومة اليمنية من استيراد السلاح لتبقى رهينة لما يقدمه لها”.

فيما رأى الصحفي كمال السلامي، الانتصارات الميدانية التي حققها الحوثيون في نهم شرق صنعاء، وفي الجوف شمال شرق العاصمة أيضا، أنها ستخلق لديهم حالة نهم إضافية للتمدد أكثر والتوغل نحو منابع النفط في مأرب والجنوب.

إمكانية توسع الحوثيين

ويعتقد السلامي في حديثه مع “اليمن نت” أن الحوثيين لم يعد هناك ما يعيق تنفيذهم مثل تلك الخطة، ويعود السبب إلى منحهم الضوء الأخضر من قِبل التحالف العربي بسكوته وتجاهله تحركاتهم وتوافد مجاميعهم نحو نهم والجوف.

وهناك مرحلة جديدة في الحرب اليمنية، فاتجاه الأحداث حاليا تذهب في صالح الحوثيين، فبعد اجتياحهم لعاصمة الجوف، سيواصلون زحفهم للسيطرة على معسكر اللبنات، ومن ثم يخنقون مأرب والهدف منابع النفط في صافر، ثم بعد ذلك سيتجهون نحو شبوة، وسيواصلون التوغل ولن يتوقفوا عند حد، وفق السلامي.

واستطرد “يخطئ من يعتقد أن الحوثي سيلتزم بمسار محدد وسيكتفي به، بل سيواصل تقدمه، وهم لا يخفون خططهم، بل سيأتي اليوم الذي يتجاوزون فيه الحدود ويواصلون إيذاء دول الجوار”.

وهو ما لا يذهب بعيدا عنه الإعلامي حسن، الذي أكد أن سيطرة الحوثيين على مناطق الجنوب فيما لو حدثت ستزيد من قوتهم.

موقف التحالف المُتوقع

وفي سؤالنا للإعلامي حسن عن إمكانية سماح التحالف للحوثيين بالتمدد نحو الجنوب كما سمح لهم بفعل ذلك في الشمال، استبعد حدوث ذلك، مبررا موقفه بالقول إنه أصبح لديه مصالح كبيرة في تلك المحافظات، وهي ربما ما جعلته يتدخل في حرب اليمن بحجة دعم الشرعية، مستطردا “ونحن نعلم جميعا من الذي دعم الحوثيين وسهل دخولهم إلى عمران ثم إلى العاصمة صنعاء”.

بينما يرى الصحفي السلامي أن الوضع مهيأ للحوثيين لمواصلة التقدم، في ظل حالة الضعف التي تعيشها الشرعية، والتواطؤ والتردد والتيه الذي يبديه التحالف العربي، وعدم وجود قوة متماسكة ومتجانسة على الأرض.

تأثيرات

وفي حال واصل الحوثيون التقدم، فإن السلامي يتوقع وصولهم مرحلة الاعتراف الدولي بشرعيتهم وفق منطق الأمر الواقع، ما يعني أنهم يحققون نجاحا ومكاسب متراكمة من كل تقدم يحققونه.‏

الجدير ذكره أن مركز أبعاد في دراسته الأخيرة، أكد أن وصول جماعة الحوثي إلى الجوف الحدودية مع المملكة العربية السعودية، يجعلهم أكثر تفوقا في أي مفاوضات، فارضاً محددات أكثر دِقة حول المرحلة القادمة، مالم تكن هناك ردة فعل حكومية/سعودية مختلفة.

المصدر – اليمن نت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق