تقارير

“مآرب أخرى”.. كيف خدمت الإمارات إسرائيل تحت ستار المساعدات الإنسانية لغزة؟

“مآرب أخرى”.. كيف خدمت الإمارات إسرائيل تحت ستار المساعدات الإنسانية لغزة؟

أكدت تقارير متداولة أن المساعدات التي ترسلها أبوظبي للفلسطينيين في غزة ـ والتي لا يصل منها إلا الفتات ـ ثبت أنها لا تتعدى كونها دعاية إعلامية “شبه رسمية”، يقابلها حملات تشوية وتضليل لتحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية الأزمة والجوع وليس الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر القطاع ويشن حرباً وحشية ضد أبنائه.

وتمول الإمارات ما يسمى “المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات” الذي أصبح يردد ليل نهار أن “الجوع في غزة يشكل تهديداً للسلم باعتباره يساعد على انتشار الإرهاب”، وهو ما يتفق مع وجهة النظر الإسرائيلية المتطرفة.

وعلى الرغم من أن خطوة إرسال مساعدات إنسانية لسكان غزة هي أقل الواجب من العرب تجاه أبناء جلدتهم وحتى من سكان العالم أجمع، إلا أن ذلك لم يكن يعني تغيراً في الموقف السياسي للإمارات التي بقيت مصرة على التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ولطالما عملت الإمارات مع الكيان الصهيوني وقامت بمؤازرته بقوة، وفق ما يؤكده متابعون عرب، في ظل جرائم حرب وحشية يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة.

تطويع الإمارات للمساعدات لتغطية “موقفها المخزي”

وفيما قامت دول أوروبية وأفريقية وأخرى من أمريكا اللاتينية بقطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، ودعم الفلسطينيين بكل صوت سياسي ممكن تجاهلت الإمارات اتفاقيات التطبيع وبقيت متمسكة بها. وعند أي حديث عنها تذهب للتذرع بأنها ترسل المساعدات الإنسانية لغزة.

ووفق الإحصائيات التي نقلتها وسائل إعلامية فقد قدمت أبوظبي قرابة 13 ألف و200 طن من المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة على مدى 50 يوما، عبر جسر جوي بلغ 123 طائرة وسفينة شحن، و63 شاحنة نقل بري من مصر، إضافة إلى مستشفى ميداني.

وحسب تقرير موقع “الإمارات 71” فإن الهدف الأكثر وضوحاً لهذه المساعدات هو تحسين سمعة الإمارات في ظل تطبيعها مع الكيان الصهيوني.

تطبيع الامارات
وقعت الإمارات اتفاق التطبيع مع إسرائيل عام 2020

إلا أنه من الملاحظ أن وسائل الإعلام ومراكز الفكر الممولة من أبوظبي، تشير بكل وضوح إلى أن هدف توفير الغذاء والمياه والدواء للفلسطينيين هو “منع استغلال الجماعات المتطرفة هذه الظروف لصالح أهدافها” حسب زعمها.

وتعتبر أبوظبي حركات المقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي “منظمات إرهابية”، وتحرض دول العالم لإضافتهما إلى قوائم الإرهاب. بل تذهب لأبعد من ذلك حين رفضت عرضاً “إسرائيلياً” لتولي مسؤولية إدخال المساعدات المالية إلى قطاع غزة، بدلاً من قطر.

وزعمت الإمارات أن جزءاً من هذه المساعدات يصل إلى حركة حماس، وهو ما تشدد عليه أبوظبي أكثر حتى من الإسرائيليين فيما يبدو حسب تقرير “الإمارات71”.

تجاهل إماراتي لمطالب إنهاء التطبيع 

وتجاهلت أو قاومت الإمارات جميع مطالب المواطنين الإماراتيين والخليجيين والعرب وحتى العالم الإسلامي بقطع العلاقات مع إسرائيل وإنهاء اتفاقية التطبيع، التي وقعتها مع الاحتلال في سبتمبر من العام 2020 فيما عرف وقتها باسم “اتفاقات أبراهام”.

على العكس من ذلك، استمرت أبوظبي خلال الحرب الإسرائيلية بالتطبيع السياسي بما في ذلك زيارة رئيس الكيان الصهيوني للدولة، ما أثار غضب المواطنين والخليجيين والعرب.

وجميعنا يذكر ما ورد على لسان وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، في كلمة سابقة لها أمام مجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في غزة.

ريم الهاشمي
ريم الهاشمي هاجمت حماس والمقاومة الفلسطينية

وذكرت الهاشمي وقتها: “نكرر أن الهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر هي هجمات بربرية وشنيعة، ونطالبها بالإطلاق الفوري وغير المشروط لسراح الرهائن، لحقن الدماء وتجنيب جميع المدنيين المزيد من الويلات”.

ووفق استطلاع أجراه مركز العالم العربي للبحث والتنمية الاجتماعي (AWRAD) يُصنف 96% من المشاركين بالاستطلاع الذي شمل 668 شخصاً خلال تشرين الثاني/نوفمبر الموقف الإماراتي مما يجري في غزة بين سلبي وسلبي جداً.

فيما يعتبر 88.8% من الفلسطينيين دور الإمارات سلبياً جداً، فيما يعتقد 7.2% أنه سلبي إلى حد ما، و2.4% إيجابي إلى حد ما. فيما يرى 97% من سكان غزة دور الإمارات سلبياً وسلبياً جداً، فيما النسبة في الضفة الغربية 95.4%.

ويشعر 98% من المشاركين بالاستطلاع بالفخر كفلسطينيين في ضوء هجوم حركة حماس في ذلك اليوم. ومن الواضح أن ذلك يتناقض وما تحاول وسائل الإعلام الرسمية بثه لدى المواطنين أن الهجمات مرفوضة حتى في الداخل الفلسطيني.

المصدر: موقع وطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق