تقارير

“مؤامرة خارجية” .. ما دور الإمارات ومصر وإسرائيل في القتال بالسودان!؟

“مؤامرة خارجية” .. ما دور الإمارات ومصر وإسرائيل في القتال بالسودان!؟

 أثار بدء القتال في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بعد يومين من لقاء رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الإمارات محمد بن زايد في القاهرة، الأربعاء الماضي، التساؤلَ حول حقيقة الدور الذي تلعبه القاهرة في الأزمة، ومدى دقة ما يثار عن تورّطها مع جانب، وتورط الإمارات وإسرائيل مع جانب آخر.

ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، حيث أسفر حتى الآن عن سقوط 56 مدنياً على الأقل و”عشرات” العسكريين وجرح نحو 600 شخص آخرين. وفق ما ذكرت لجنة أطباء السودان المركزية.

كُتّاب سودانيون: “مؤامرة إماراتية إسرائيلية”

وجزم الكاتب السوداني حسن إبراهيم، في حديثه لموقع “عربي21“، بأنّ ما يجري من اقتتال اليوم بين المكوّن العسكري الحاكم في السودان بشقّيه ويدفع ثمنه الشعب السوداني، هو نتاج واضح لمؤامرة خارجية على السودان، محدّداً أطرافها بالقول إنها “مؤامرة إماراتية إسرائيلية”.

استمرار القتال في السودان
استمرار القتال في السودان

وحول هذه النقطة، قال المفكر السوداني الدكتور تاج السر عثمان، إنّ “ما يحدث في السودان جزء لا يتجزأ من صراع محاور إقليمية تستهدف بالأساس تفتيت السودان أرضاً وشعباً خدمة للمصالح الدولية”.

وراح يوجّه الاتهامات لحكام أبو ظبي، بقوله إنّ “الإمارات فقاسة مليشيات، لا تدعم جيشاً برأس واحد بل فصائل متعددة قد تكون متضادة”، مشيرا إلى أنها “دعمت البرهان القريب من مصر، وحميدتي القريب من إثيوبيا، وفي اليمن تدعم فصيلا وحدويا وآخر انفصاليا، وفي ليبيا كذلك”.

وأجمل رأيه مؤكّداً أنّ الإمارات “تُفخخ البلدان بأمراء الحرب لتنفجر يوما ما خدمة للصهيونية والإمبريالية العالمية”.

وانهالت تدوينات وتغريدات لمصريين، يرجّحون تورّط الإمارات في السودان، كما تورطت في ليبيا وفي اليمن وفي غيرهما.

دور مصر في الأزمة!

وفي رؤيته لدور مصر في الأزمة، قال مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والإستراتيجية، الدكتور ممدوح المنير، لـ”عربي 21″، إنّ “القاهرة لاعب رئيسي في الأزمة فهي تدعم البرهان، منذ بداية الأزمة في حين تدعم أبو ظبي حميدتي”.

وأضاف: “في الحقيقة، الأزمة السودانية لن تنتهيَ سوى بقضاء أحد الطرفين على الآخر”، موضحاً أنّ “كلا الطرفين يملك السلاح والعتاد والدعم الإقليمي والدولي، ولا يستبعد أن يكون تسخين القاهرة للأزمة نكاية في تراجع الدعم الخليجي خاصة الإماراتي للقاهرة”.

وأكد المنير، أنّ “السيسي الآن في حالة عدم اتزان بسبب الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها، وبالتالي فليس لديه مانع من اللعب بكل الأوراق حتى القذرة منها، للضغط على الرياض وأبو ظبي وربما واشنطن من أجل توفير السيولة له”.

القتال في السودان

ويعتقد، أنّ “تسخين الأزمة في السودان مع كون مصر الجار الأول للخرطوم والعلاقات قوية بين النظامين، كل هذا يعني توفير السلاح والإمداد للسودان، وربما للطرفين سراً، فيستطيع بذلك حل جزء من الأزمة الدولارية لديه”.

ويرى في نهاية حديثه، أنّ “هذه الأزمة لها تأثيرها على الأمن القومي المصري من خلال عدم ضبط الحدود بين البلدين مع موجات الهجرة من السودان إلى القاهرة”.

اعتقال ضباط وجنود مصريين في مطار مروي

كان لافتاً إعلان قوات الدعم السريع اعتقال ضباط وجنود مصريين في مطار “مروي”، ما أثارَ تعليقات عن صحة تدخل مصري في اضطرابات السودان، ودعم السيسي للبرهان بقوات عسكرية ضد حميدتي.

ودفع نشر مقاطع مصور تظهر اعتقال الجنود المصريين في السودان، للتعليق، إذ قال المتحدث باسم الجيش المصري العقيد غريب عبد الحافظ، إنّ الجيش يتابع من كثب الوضع في السودان، موضحاً أنّ الجيش ينسّق مع السلطات السودانية المعنية لضمان تأمين القوات المصرية.

وتابع البيان كاشفاً عن سبب تواجد القوات المصرية في السودان: “وفى إطار تواجد قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظرائهم فى السودان جار التنسيق مع الجهات المعنية في السودان لضمان تأمين القوات المصرية”.

وأعرب السياسي المصري المعارض عمرو عبد الهادي، عن استيائه من تصوير الضباط والجنود المصريين وهم يرفعون أيديهم، معتبراً أنه تعمّد إهانة من قوات الدعم السريع لهم، لتوصيل رسالة إهانة للنظام المصري.

وانتقد كتاب وسياسيون مصريون، الدور المصري الغائب عن الأزمة، رغم خطورتها على مصر.

وهو جزء مما أكد عليه الكاتب المصري أحمد حسن الشرقاوي، بقوله: “الدولة حاليا وفي الظروف المشابهة، يجب أن تكون حاضرة في المشهد، برجالاتها وقياداتها وحكومتها ووزرائها ومسؤوليها”.

وتظلّ مخاوف المصريين قائمة بشأن الأمن القومي المصري، خاصة أنه من المحتمل أن ينتج عن الصراع في السودان إذا طالت مدته موجة هجرات واسعة إلى مصر.

المصدر: موقع وطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق