أخبار

أكبر داعية للإلحاد في العالم يروج لأفكاره من الإمارات

أكبر داعية للإلحاد في العالم يروج لأفكاره من الإمارات

انتقد مغردون عرب ومسلمون بشدة استضافة دولة الإمارات أكبر داعية للإلحاد في العالم والسماح له من دبي بالترويج لأفكاره.

وتداول المغردون مقاطع فيديو لأكبر داعية للإلحاد في العالم ريتشارد داوكينز مؤلف كتاب “وهم الإله”، من الإمارات وهو يعلّم الأطفال الإلحاد.

وعقب المغردون “شبع حكام الإمارات من استيراد الفساد، فبدأوا استيراد الإلحاد إلى الجزيرة العربية مهد الإسلام، ويل للعرب من شر قد اقترب”.

وتأتي استضافة الإمارات للملحد ريتشارد داوكينز في ظل احتضانها وترويجها للديانة الإبراهيمية والدعوة للتعايش مع الديانات الوثنية الأخرى في العالم، كالبوذية والهندوسية.

وقد سبق للإمارات أن نصبت تمثالا لبوذا إله البوذيين في أراضيها، وافتتحت معابد للهندوس أيضًا، تمهيدًا لإرجاع الجاهلية إلى أرض الجزيرة من جديد، جاهلية تخلط ما بين الإلحاد المتعايش مع عبادة الاصنام والأديان المحرفة.

في هذه الأثناء انتشر مقطع فيديو مقابلات مع طلبة إماراتيين بين 12 و16 عاماً، فشلوا فيه في الإجابة على سؤال حول أبسط المعلومات الدينية.

وقال مركز الإمارات للدراسات والإعلام “إيماسك” إن مقطع الفيديو المذكور يثير تساؤلات حقيقية حول أسباب غياب الثقافة أو المعلومات الدينية الإسلامية عن النشء والشباب في الإمارات.

ففي مقطع الفيديو أجاب طالب واحد من بين أكثر من عشرة طلبة، عن معلومة دينية بسيطة عن اسم والد النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

ليس هذا السؤال وحده ما فشل الطلبة الإماراتيين في الإجابة عليه، بل أسئلة أخرى دائماً ما يسألها حساب على تيك توك، يكشف حجم الفجوة بين الإسلام والطلاب تستدعي الانتباه.

معظم هؤلاء الطلبة تلقوا تعليمهم خلال السنوات العشر الماضية، ما يكشف بشكل مرعب حجم التجهيل الديني في الإمارات من قِبل وزارة التربية والتعليم، وأيضاً من أسر الطلبة، وهو أمر يستوجب المراجعة والإصلاح.

ونقلت صحيفة الإمارات اليوم عن أستاذ الثقافة والمجتمع بالجامعة الكندية، الدكتور سيف راشد الجابري قوله: الفيديو المنتشر يُعد نموذجاً واضحاً جداً على ضعف الفهم والقيم الدينية الراسخة منذ أكثر من 1400 سنة، لم تضعف مثلما ضعفت هذا الزمان”.

واعتبر أن السبب يعود إلى التعليم والتربية، وأولياء الأمور أشغلتهم أمورهم وحياتهم الدنيوية والمعيشية، والمدارس وضعت مناهج ومدرسين، وليسوا معلمين، يقومون بالتدريس فقط، ولا يهتمون بفهم الطلبة.

المسؤولين عن الثقافة

قبل أن نحدد الأدوار والسياسات التي جرى اتبعها والتي أوصلت إلى المشكلة الحالية: “تجهيل”-إن جاز التعبير- النشء بالدين الإسلامي. نشير إلى أن هناك ثلاث أطر رئيسية لتثقيف النشء الثقافة الإسلامية: المدرسة، المسجد، المنزل؛ وهي أطر رئيسية إلى جانب أطر ثانوية مثل ما يشاهده في التلفاز أو شبكات التواصل الاجتماعي. وهذه الأطر هي التي تشكل جيل المستقبل بشكل عام.

وتقدم المدرسة معظم الأمور التعليمية يمضي الطالب فيها أكثر من سبع ساعات يومياً يتلقى العلوم والمعرفة المختلفة، من سن السادسة وحتى عمر الـ18.

ويمضي الطالب فترة أقل بين أهله في المنزل: بين مشاغل الوالدين والتزاماتهم خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة ومحاولة تأمين وضع مريح للأبناء، وبين فروض الطالب المنزلية، والزيارات، واللعب، يمضي الوالدين أقل مع أبنائهم.

أما المسجد فإن الطالب يمضي أقل الأوقات، ومع القوانين المشددة، وعدائية السلطات الإماراتية تجاه الأنشطة المستقلة في المساجد، وتحول خطباء ومرشدي وأئمة ودعاة الدولة -عرباً وإماراتيين- إلى عمل وظيفي وليس دعوة إلى الله، يجعل الأنشطة رتيبة وتفتقد إلى المبادرة والاهتمام.

تحدد هذه الأطر الثلاثة شكل المواطن الإماراتي المستقبلي؛ إضافة إلى محددات أخرى متعلقة بالهوية والخلل في التركيبة السكانية؛ وقرارات وقوانين السلطة التي تحدد الهوية مثل الدوام المدرسي الذي يشمل يوم عطلة المسلمين “الجمعة”، ومدى اهتمام السلطات بدورها المعزز للثقافة الدينية باعتبارها جزء أصيل من الهوية الوطنية للإمارات بشكل خاص، وهوية شبه الجزيرة العربية بصفتها مهبط الرسالة المحمدية بشكل عام.

ويبرز هنا ضعف الاهتمام بتدريس التربية الإسلامية في الإمارات، حيث يشير جدول الحصص 2022 إلى وجود حصة واحدة في التربية الإسلامية للفصل الدراسي طوال الأسبوع! واحياناً يتم تجاهلها بغياب المعلم.

بموازاة ذلك لا يبدو أن هناك اهتماماً من قِبل السلطات الإماراتية بتعزيز دور المساجد في التثقيف الديني؛ فمنذ أكثر من عقد جرى الحد من دور المساجد في تثقيف النشء الإسلام، وتعزيز التثقيف النقدي الإسلامي لديهم.

ويفرض دوام للطلاب يوم الجمعة “نصف دوام”، وبغض النظر عن تأثيره السلبي على رؤية النشء الإماراتي لاعتبارات السلطات تجاه عطلة المسلمين، فإن الوقت المسموح غير كافٍ للحاق بـ خطبتي وصلاة الجمعة، وقد يبقى الطلاب المرهقون في المنزل.

كما أن هناك قوانين صارمة تحد من دور المساجد: حيث خطبة الجمعة موحدة تفرضها الحكومة؛ ما يجعل الخطب المنفردة جريمة يُعاقب عليها إمام المسجد وخطيب الجمعة. يؤثر ذلك في قدرات خطباء المساجد والدعاة والتفكير النقدي لديهم، وانعكاس ذلك على النشء كبيرة فهي تمنع تلقيهم المعلومات والثقافة والهوية الإسلامية الصحيحة.

إضافة إلى أن القوانين تحظر التجمع في المساجد، وفي حلقات الذكر بدون ترخيص الذي للحصول عليه تمرّ بعملية معقدة من المطالب التي معظمها أمنية؛ يمنع ذلك النشء والشبان من لقاءات، وحلقات، ومسابقات، مسجدية؛ كانت تمثل في السابق زخماً كبيراً للمعلومات والتثقيف الديني.

وتتحمل السلطات التعليمية في الدولة جزء كبير من تغييب النشء في الإمارات عن دينه الإسلامي ورموزه التاريخيين؛ والمراجعة والإصلاح في السياسات التعليمية وبنائها على أسس وطنية سليمة ليس عيباً أو تراجعاً.

وإن إصلاح التعليم في الإمارات، وتحفيز الأسرة للقيام بدورها، واستعادة دور المسجد، هي المعالجات الأساسية للحفاظ على هوية النشء الوطنية الإماراتية، التي تتشكل في أساسها من الإسلام كهوية ودين.

ومن الإجحاف بحق مستقبل الدولة ألا يعرف النشء هويتهم وكينونتهم في ظل المؤثرات الكبيرة الموجودة عليهم من خلل التركيبة السكانية، إلى العولمة المتفشية ذات التثقيف السطحي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر: إمارات ليكس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق