أخبار

مستويات قياسية للتجارة بين الإمارات وإسرائيل تعزيزا لتحالفهما

مستويات قياسية للتجارة بين الإمارات وإسرائيل تعزيزا لتحالفهما

كشف مسئولون إسرائيليون عن مستويات قياسية للتجارة بين الإمارات وإسرائيل تعزيزا لتحالفهما الثنائي على الرغم من الرفض الشعبي واسع النطاق لعار التطبيع.

وصرح سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، الثلاثاء، بأن التجارة بين إسرائيل والإمارات تجاوزت مليار دولار، في النصف الأول من العام الحالي.

وذكر فريدمان أن العلاقات التجارية مع الإمارات “حطمت الأرقام القياسية في النصف الأول من العام الجاري بحيث شهد العديد من التطورات المثيرة في مجالات الابتكار والدبلوماسية والأكاديمية”.

من جهته قال مدير معهد “السلام لاتفاقيات إبراهيم” آشر فريدمان، إن التجارة بين إسرائيل والإمارات تشهد زيادة قياسية في ظل الاتفاقيات الاقتصادية الكثيرة التي تم توقيعها بين الطرفين.

وأوضح أن التجارة بين إسرائيل والإمارات ارتفعت بنسبة 130%، حيث بلغت 201.4 مليون دولار، في يونيو 2022، مقارنة بشهر مايو 2021.

في مقابل ذلك عمد النظام الإماراتي إلى فرض تعتيما كاملا على نتائج استطلاع دولي شكل صدمة له بشأن التطبيع العلني مع إسرائيل وإحراجا بكشف تناقض سياسات تحالفاته مع الموقف الشعبي الإماراتي.

وعلمت إمارات ليكس أن سلطات أبوظبي أصدرت تعليمات مشددة لوسائل الإعلام المحلية بعدم التطرق بأي شكل لنتائج استطلاع للرأي العام أجراه “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” وحجب أي أخبار عنه.

وأوضحت مصادر مطلعة أن التعليمات تضمنت نشر تقارير مضادة تزعم تناول التأثير الإيجابي للتطبيع خاصة فوائد التعاون الاقتصادي مع إسرائيل وتكثيف الحملات الإعلامية الداعمة لذلك.

وكان الاستطلاع المذكور أظهر تراجعًا ملحوظًا في نسبة مؤيدي اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل في كل من الإمارات والسعودية والبحرين في العام الماضي لتصبح “أقلية”.

ووفقًا للمسح الذي أجراه المعهد الأميركي الذي أسسته لجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية المعروفة اختصارًا بـ”آيباك” عام 1985، في مارس/آذار الماضي، فإن أكثر من ثلثي المواطنين في الإمارات والبحرين والسعودية ينظرون إلى “اتفاقيات أبراهام” نظرة غير إيجابية بعد أقل من عامين على توقيعها.

وحسب الاستطلاع، تراوح نسبة الذين ينظرون إلى اتفاقات التطبيع بشكل إيجابي بين 19% و25% في السعودية والبحرين والإمارات.

وضمن نتائج استطلاع الرأي، فقد أيّد اتفاقيات التطبيع في البحرين 25% وعارضها 71%، في حين أيدها 20% مقابل 76% من المعارضين في الإمارات، وفي السعودية أيدها 19% وعارضها 75%.

ويعد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بمثابة ماكينة دعاية صهيونية أكثر منه مركزا علميا. وهو يستخدم الدراسات والاستطلاعات دفاعا عن الرؤية الصهيونية وترويجا لها.

وكما قيل “الفضل ما شهدت به الأعداء”، قدم المركز شهادته – استطلاعه عن التطبيع الخليجي. وهذه الشهادة تُؤخَذ بحذر، فالأسئلة موجّهة لخدمة التطبيع، وصهيوني متشدّد، مثل ديفيد بولوك، يقرأ النتائج بانحياز للتطبيع.

وهو يقرأ في ظل استطلاعاتٍ أخرى مهنية غير مؤدلجة صهيونيا. ولعل أهمها استطلاع المؤشّر العربي الذي يستخدم أكبر عينه رأي في 13 بلدا عربيا يجري على مدى أكثر من عقد.

وسبق أن قال معهد الشرق الأوسط إن أغلبية صامتة في الإمارات ترفض اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل لكنها تخشى القمع الحكومي الممنهج الحاصل في الدولة.

وذكر المعهد في مقال له أن رد فعل الشعب الإماراتي – الخاضع لنظام شديد البوليسية – تجاه اتفاقيات التطبيع كان الصمت، في حين راحت الشخصيات المحسوبة على نظام أبو ظبي تمدح الخطوة على وسائل التواصل الاجتماعي، مهددين كل من قد يعارض الاتفاقية، وهو ما حدث مع كاتب إماراتي؛ إذ منع من السفر بعد أيام من انتقاده الاتفاق.

وجاء رفض اتفاقية التطبيع من المعارَضة الإماراتية في المنفى، التي طردت من البلاد على خلفية مطالبتها بالإصلاح بعد اندلاع الربيع العربي، بحسب المعهد.

لكن أبو ظبي قمعت الحركة – التي ينتمي العديد من أفرادها إلى جمعية الإصلاح الإسلامية المحظورة إماراتيًّا بوصفها حركة إرهابية.

ولا يزال الكثيرون ينشطون في الدفاع عن أحبائهم الذين ما زالوا في سجون الإمارات، وللتعبئة في المنفى للضغط على الحكومة الإماراتية، وعلى الرغم من أن ظروف طردهم كانت مرتبطة بالسياسة الداخلية أكثر من المخاوف الإقليمية، فإن قضية فلسطين (والتطبيع مع إسرائيل) أصبحت اليوم نقطة محورية للعمل ضد النظام الإماراتي.

يرى هؤلاء الناشطون في صفقة التطبيع صفعةً لمستقبل بلادهم، وتنقل الكرد عن أحد الناشطين الذين تحدثت معهم وصفه هذه الخطوة بأنها تسلل إلى الدولة من قِبل عملاءٍ إسرائيليين وغطاءٍ محتمل للقمع في المستقبل.

ويصعب الحصول على بيانات من استطلاعات تقيس الرأي العام في الإمارات حول مثل هذه القضايا الحساسة، لكن الناشطين يجادلون بأن المشاعر المؤيدة لفلسطين قوية بين الإماراتيين، ولا سيما الأجيال الأكبر سنًّا الذين جرى دمجهم اجتماعيًّا في أنظمة مدرسية ركزت على الهوية الإسلامية والعربية.

وينقل المعهد عن أحد الناشطين الإماراتيين قوله إنه كلما بدأ بث مباشر على تطبيق “سناب شات”، سرعان ما يجذب آلاف المشاهدين.

وعلى الرغم من اعتراف الناشطين بأن الإماراتيين الشباب يواجهون تيارًا مختلف التوجه، ومن ثم هم أكثر عرضة لتبني الخط الحكومي، فإنهم يعتقدون أن أولئك الذين يعارضون الصفقة هم أغلبية صامتة.

علاوة على ذلك، فإن العلاقات المتنامية بين الممولين الإماراتيين وشركات التكنولوجيا الإسرائيلية تشكل مصدر قلق كبير لهم، حيث تسهل هذه الروابط زيادة القمع العابر للحدود.

وأعرب المعهد عن مخاوف من تنسيق إسرائيل والإمارات وحلفائهما في المنطقة تنسيقًا أكثر فعالية لقمع المعارضين لسياسات أي من البلدين (أو كليهما)، ومن ذلك استهداف أولئك الذين يدعون إلى مزيد من المساءلة.

المصدر: Emirates Leaks
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق