تقارير

مظفر النواب.. القرمطي شاتم الصحابة امتدح الأسد والخميني والقذافي وارتمى بأحضان الإمارات

مظفر النواب.. القرمطي شاتم الصحابة امتدح الأسد والخميني والقذافي وارتمى بأحضان الإمارات

 

“صاحب قصيدة خنازير الخليج.. مات في الخليج اليوم”، بهذه العبارة أو قريباً منها في المعنى علق الكثيرون من مرتادي مواقع التواصل، على وفاة الشاعر العراقي مظفر النواب.

شتم حكام الإمارات ثم ارتمى في أحضانهم

وكان مظفر النواب يرقد في “مستشفى الشارقة التعليمي” بالإمارات العربية المتحدة، على نفقة حكامها. ليترك إشارات استفهام كثيرة وهو الذي تطاول على حكامها في السبعينات من القرن الماضي.

لينتهي به المطاف في أحضانهم وينقلب على عقبيه ولسان حاله يقول:

نخاصم أعالي القوم .. حتى يكون لنا أسمٌ وصيتُ

وإذا احتكم الزمان وأتى .. سرت لهم ذليلاً وبكيت

وبالعودة إلى سيرة هذا الشاعر المتلوّن، تشير معلومات متداولة على شبكة الإنترنت إلى أن مظفر عبد المجيد النواب، من مواليد مدينة بغداد عام 1934، وأكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب ببغداد.

وبعد انهيار النظام الملكي في العراق عام 1958 تم تعيينه مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد.

مظفر النواب كان معارضا وانضم للحزب الشيوعي العراقي

وكان معارضا سياسيا وانضم للحزب الشيوعي العراقي وتعرض للسجن، واشتهر بهجائه ونقده اللاذع لحكام عرب الذي وصل إلى حد السباب في بعض قصائده.

وكان يُلقب بـ”الشاعر الثائر” وتعرض للاضطهاد والسجن في العراق كغيره من منتسبي الحزب الشيوعي العراقي، فاضطر لمغادرة العراق.

وفي عام 1963 وبعد اشتداد التنافس بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا إلى الملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه إلى الأهواز عن طريق البصرة.

إلا أن المخابرات الإيرانية في تلك الأيام (السافاك) ألقت القبض عليه وهو في طريقه إلى روسيا وسلمته إلى الأمن السياسي العراقي.

فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام، إلا ان المساعي التي بذلها أهله وأقاربه أدت إلى تخفيف الحكم القضائي إلى السجن المؤبد.

وفي سجنه الصحراوي واسمه “نقرة السلمان” القريب من الحدود السعودية-العراقية، أمضى وراء مظفر القضبان مدة من الزمن ثم نقل إلى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.

قصة هروب مظفر النواب من السجن عبر نفق

في هذا السجن قام مظفر النواب ومجموعة من السجناء بحفر نفق من الزنزانة يؤدي إلى خارج أسوار السجن.

وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد، وظل مختفياً فيها ثم توجه إلى الجنوب (الأهوار)، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة.

وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية.

وغادر بغداد إلى بيروت في البداية، ومن ثم إلى دمشق، وراح ينتقل بين العواصم العربية والأوروبية، واستقر به المقام أخيراً في دمشق.

الأساطيل وحادثة الحرم وجهيمان العتيبي

واعتاد “النواب” الذي كان يعيش في حضن نظام الأسد، قبل أن ينتقل إلى الإمارات العربية المتحدة، على هجاء الحكام العرب ووصفهم بأقذع الأوصاف.

ولا يزال الكثيرون يذكرون قصيدته (الأساطيل)، التي ذكر فيها “جهيمان العتيبي “بطعم الثناء والمديح فقال:

يا جهيمان حدّق فما يملكون فرائصهم
نفذْتَ نفذْتَ زرعتَهمُ قُرحاً
ونفذْتَ نفذْتَ بعيداً فأصلابهم عاقمة
فإذا طَوّفوا كان وجهك
أو سجدوا فالدماء التي غسلوها تسد خياشيمهم ومناخيرهم وقلوبهم الآثمة

ويشار إلى أن “جهيمان العتيبي” هو قائد حادثة الاعتداء على الحرم المكي الشهيرة 1979، معلناً صهره محمد بن عبد الله القحطاني المهدي المنتظر العملية التي راح ضحيتها 3000-5000 بين حجّاج و رجال أمن الحرم.

شتم حكام الخليج ثم أكل على موائدهم

وحول حدة التناقض بين تقريع النواب لحكام الخليج وممالأته لهم فيما بعد، يروي الصحفي المصري “أسامة فوزي” أنه كان يحفظ مع غيره من الزملاء قصيدة النواب (وتريات ليلية) عن ظهر قلب على مقاعد الدراسة في الجامعة في مطلع السبعينات.

وكانوا يضحكون كثيرا على وصفه الكاريكاتيري لشيخ “رأس الخيمة” ويضحكون كذلك على شيخ دبي (القاعد في دبي مثل الجذر التكعيبي)، كما ورد في القصيدة.

وبعدها جاء “النواب” إلى واشنطن ليلقي قصائد في حفل مخملي جل حضوره من الدبلوماسيين الذين شتم حكامهم من قبل.

وأضاف فوزي في مقال نشره في موقعه “عرب تايمز”، أن مظفر هذا طار إلى أبو ظبي بدعوة من الشيخ نهيان، وألقى قصائده بين الشيوخ ولما طلبوا منه أن يقرأ “وتريات ليلية” حذف منها كل ما يتعلق بشيخ رأس الخيمة وشيخ دبي (الجذر التكعيبي).

بل واستهل المذيع الإماراتي الأمسية الشعرية لمظفر النواب بالإشادة بشاعرية وحكمة الشيخ زايد، وتمخضت أمسية مظفر بحصوله على إقامة دائمة في الإمارات-حسب قوله-.

وأضاف أن مظفر هاجم في وترياته الليلية كل الحكام العرب إلا شيوخ الكويت، مثله مثل الشاعر العراقي احمد مطر المقيم في لندن والذي يهاجم الجميع باستثناء شيوخ الكويت الذين تآمروا-حسب قوله- على بلده العراق لأنه يقبض منهم وينشر في جريدتهم ( القبس) مقابل مبلغ كبير.

تفريغ الشحنات لا يكفي لتحرير الأوطان

وبدوره رأى الكاتب “علي الرباعي” أنه يتعذّر على مريدي شعر الشاعر العربي الراحل مظفّر النواب، وصف تجربته، أو أخذها في إطار مثالي، في ظل ما نادى به من القِيم والمُثل التي لم ينجح في تطبيقها عملياً.

وبرغم ثوريته الطاغية حد هجاء ساسة وزعماء، لم يتمكن طيلة عقد كامل من مؤازرة الثوار السوريين، بحكم ظروف موضوعية، وذاتية، وإن بلغ نبض الكلمات العاطفية في قصائده الآفاق، ورددت جماهير عريضة هجائيته (القُدس عروس عروبتكم) التي خذلته الحصافة في تجاوز (سوقية) ألفاظها، ظناً منه أن تفريغ الشحنات يكفي لتحرير أوطان، والارتقاء بوعي إنسان.

فعل عكس كل ما قاله في أشعاره ودعا له

وتتبعت “وطن” تعليقات رواد ومغردي موقع التواصل “تويتر” حول شاعر أفنى عمره كارهاً للخليج وحكامه لينتهي به المطاف بين أحضانهم يقتات من موائدهم.

حيث علق “Jarl Nasser” بأن مظفر النواب شتم الخليج وحكام الخليج وتوفى على أرض دولة خليجية بدون أن يتعرض له أحد.

مضيفا أن قصة “النواب” تبين الواقع في مواجهة أفكار وأوهام اليسار العربي.

فيما عقّب “خليفة الدليمي” أن مظفر النواب خير مثال للشيعي الشيوعي الذي يكره الرجعية ويحب المرجعية. يلعن الطغاة وفي الوقت نفسه يحب الخميني وثورته الدينية، يهجو الحكام العرب ومات تحت رعاية أحد الحكام العرب.

رسالة إلى مظفر النواب …

وعبر د. “ظافر محمد العجمي” عن اعتقاده بأن النواب استخدم سحر البلاغة لتسويق شعوبيته وكره العرب والخليجيين خاصة تحت رعاية البعث السوري.

وأضاف أن أقصى درجات فجور “النواب” كانت ضد زعماء الخليج واستخدم كل ما هو خارج الذوق لوصفهم ورغم ذلك مات في مستشفى خليجي بأمر من شيخ خليجي.

بينما رأى “جَهْم” أن الشاعر ” الهندي” –كما وصفه- كان كذاباً ومرتزقاً وأضاف :”يوم أنتهت صيحة “العروبية” وتفكك البعث ذهب وعاش على موائد من كان يشتمهم.”

ولم تستغرب هنادي الحربي استقبال مظفر النواب على أرض الإمارات وهو الذي شتم حكامها، فعادة حكام الخليج كما قال انهم يستقبلون معظم أعدائهم ممن يسبونهم دون معرفة السر.

تذكير لأصحاب الذاكرة المثقوبة

وذكّر “سعيد بن محمد القاضي” من وصفهم بـ”أصحاب الذاكرة المثقوبة”، بأن “الشاعر الشيوعى الشيعي العراقي مظفر_النواب الذي تنعونه.. كان حاقدا على دول الخليج العربي حكاما ومحكومين.. وبالذات السعودية.”

وبدوره رأى “فرناس الشمال” أن صاحب قصيدة “خنازير الخليج” شاعر من كثيرين تفرغوا لمهاجمة دول الخليج لا يرون إلا أنهم بدواً رحل.. يعلقون عليهم كل فشل دولهم، وشاءت الأقدار أن لايجدوا الأمن والعلاج إلا في الخليج”.

المصدر: موقع وطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق