تقارير

(في كتاب الحصار) أمير الكوكايين.. مُدمن المخدرات المتنمر الذي يواجه معارضيه ب”تقطيع” أجسادهم 

عرض كُتب

نشر الصحافي الاستقصائي الأمريكي مايكل وولف كتابه الجديد “الحصار.. ترامب تحت النار” (Siege: Trump Under Fire ) ليُثير جدلاً جديداً بعد الجدل والانتشار الكبير لكتابه “النار والغضب” عن “دونالد ترامب” الرئيس الأمريكي.

خصص الكاتب الاستقصائي جزء من كتابه عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وعن طبيعته “المبتذلة” التي تشبه “ترامب” سريع الغضب ويحب ألعاب الفيديو والإدمان، ويتسم بالتَهور.

يُقدم الكتاب سرداً كافياً عن السنوات الأولى ل”دونالد ترامب” ومستشاره زوج ابنته “جاريد كوشنر” المقرب للغاية من “ابن سلمان”. إن الصور والحوادث التي يسردها الكِتاب تسبر أغوار شخصية البيت الأبيض الرئيسية “دونالد ترامب والمقربين منه”، ومن يرتبطون ب”كوشنر” مثل “ابن سلمان”.

لماذا الكتاب مهم؟!

علاوة على أن الكتاب يسرد أسراراً لم تكن معروفة عن شخصية ولي العهد السعودي، إلا أن الكاتب مهتم بالمصداقية لأعماله والاستناد فيما أعطى بوثائق أو تسجيلات صوتيه. ويقول مؤلف الكتاب بأنه يعتمد في هذا الكتاب على 150 مصدراً من وثيقة أو تعليقات أو تسريبات من مسؤولين وصناع قرار كبار داخل الإدارة الأمريكية وداخل البيت الأبيض تحديداً.

أمير الكوكايين:

يختصر وولف اسم محمد بن سلمان إلى (MBS)، ويُثير “وولف” في الصفحة 247 يقول إن لدى “ابن سلمان” مشكلة تعاطي المخدرات “الكوكايين” منذ صغره ولا زالت هذه المشكلة مستمرة حتى اليوم. وهي أخطر أسرار محمد بن سلمان الذي ظل غامضاً وسط الدوائر السياسية الخارجية.

يقول وولف: “لقد كان سرًا سيئًا في دوائر السياسة الخارجية أن محمد بن سلمان  MBS  يعاني من مشكلة الكوكايين، وظل يختفي لأيام وربما أسابيع لممارسة التعاطي بعيداً عن الجميع. ويختفي في رحلات طويلة غريبة الأطوار ومخيفة لمن معه على متن يخته مما يثير فزع أصدقائه ومرافقيه. كما انه يقضي ساعات كل يوم أمام شاشة ألعاب الفيديو العنيفة والقِتالية المتوحشة التي تشبه “الإرهاب” ومليئة بسفك الدماء. غالبًا ما وُصف بأنه طفل مبتذل”.

ويضيف المؤلف بأن هذا قد يفسر تعاطي “ابن سلمان” للمخدرات والألعاب الوحشية منذ صغره، الجرائم المُركبة التي افتعلها بمجرد وصوله إلى سلطة داخل المملكة.

متنمر يشبه ترامب

حسب “وولف” فإن الإدمان والتعاطي أثر بشكل كبير على شخصية “ابن سلمان” وجعله طفلً متنمراً قاسي القلب يشبه ترامب، صعب المراس، وغير منضبط ومشاكس، ولا يمكن السيطرة عليه ولا التنبؤ بتصرفاته.

يقول الكاتب أن ابن سلمان اعتاد أن يُخضع لحكمه كل من يعارضه الرأي من العائلة المالكة مستخدماً العنف الشديد لتحقيق هدفه بشكل يفوق ما تم اعتياده من وحشية في أوساط الحكم السعودي، وأكثر شخصية يشبهها ابن سلمان هي شخصية “توني مونتانا” في فيلم “سكارفايس”.

 (MBS) و”كوشنر”

ووفقاً للكاتب فإن العلاقة بين “ابن سلمان” و”كوشنر” كانت مفيدة بشكل خاص ل ابن سلمان. ويشير الكتاب إلى العلاقة الوثيقة بين الرجلين وعلاقتها بالجريمة المروعة التي أرتكبها “ابن سلمان” بحق الصحافي السعودي البارز “جمال خاشقجي” الكاتب في صحيفة واشنطن بوست.

ويعيد الكتاب التذكير بالانقلاب الأول حيث ساهمت العلاقة بين الرجلين بحماية “ابن سلمان” وسط الخلافات داخل العائلة الحاكمة و“عندما قام محمد بن سلمان بانقلابه الفعلي ضد منافسه السياسي (محمد بن نايف)، قام ترامب بنسب الأمر لنفسه وقال: “لقد وضعنا رجلنا في القمة” مخبرا أصدقاءه حسبما كتب وولف في كتابه “نار وغضب”. حيث أطاح الملك سلمان بن عبد العزيز بابن أخيه الأمير محمد بن نايف كولي للعهد ووضع مكانه ابنه البالغ من العمر31 عاما بشكل هز خط الوراثة في العائلة الحاكمة والذي قام على تداول السلطة بين أبناء مؤسس المملكة عبد العزيز بن سعود.

مقتل خاشقجي

وجاء في الكتاب أن ترامب سأل  كوشنر بحكم قُربه من “ابن سلمان” عن مقتل جمال خاشقجي  وهل لابن سلمان يد في قتله في السفارة السعودية باسطنبول.

وقد دافع كوشنر عن “ابن سلمان”و في محادثة غير رسمية مع أحد المراسلين في البيت الأبيض، قال كوشنر: هذا الرجل (جمال) كان بمثابة رابط بين فصائل معينة داخل العائلة المالكة وتنظيم القاعدة، وأضاف بأنه ليس صحفياً؟!  بل إرهابي يتنكر كصحفي.

وقال “وولف”: كان خاشقجي صحفياً سعودياً ولاعباً له تأثيره في الساحة السياسية الخليجية، وكان يعتبر صديقاً مقرباً من (MBS). وتم قتله وتقطيعه وإذابته في القنصلية السعودية بتركيا.

الجديد في الكتاب أمران:

الأمر الأول: دور ” جاريد كوشنر” في قضية مقتل خاشقجي، فـ”كوشنر” الذي تربطه علاقة صداقة بمحمد بن سلمان، والذي يعد من أبرز داعمي حملات العلاقات العامة (PR) للسعودية في أمريكا، كان “مدير الأزمة” بلا منازع. ولأجل ذلك اتهم “كوشنر” خاشقجي- في لقاء غير رسمي جمعه بأحد الصحفيين – بأنه ليس صحفياً حقيقياً، وأنه مجرد واسطة بين أفراد معينين في العائلة المالكة السعودية، وزعيم القاعدة أسامة بن لادن. وقد تمكن “كوشنر” من خلال إدارته للأزمة؛ بهدف إبعاد الأنظار عن علاقة (ابن سلمان) بقتل خاشقجي؛ من تسريب قصتين للإعلام حول القضية، الأولى: تتعلق بتركيا، ومفادها أن سبب اتهام أردوغان لـ (ابن سلمان) بالمسئولية عن حادثة خاشقجي هو رغبته في السيطرة على الحرمين من جديد، في سياق طموحاته لإحياء الخلافة العثمانية. أما القصة الثانية: فقد حاول فيها اشراك محمد بن زايد في القضية، حيث أشاع أن الطائرة التي هبطت في الإمارات وهي في طريقها لتركيا قام محمد بن زايد  بتزويدها بعدد من القتلة لتوريط محمد بن سلمان في العملية؛  لأن ابن زايد بدأ يتضايق من كثرة تعاطي محمد بن سلمان للكوكايين.

والأمر الثاني: دور الرئيس الأمريكي ” دونالد ترامب” في تمييع القضية، فبحسب المؤلف رفض ” ترامب” في البداية قصة قتل خاشقجي، وأمر “كوشنر” بالتواصل مع ابن سلمان (MBS) قائلاً: “كلم صديقك”. فترامب كما يبدو يريد أن يعرف القصة من ابن سلمان (MBS) نفسه، فرجع ” كوشنر” لترامب وقال له: محمد ينظر في الموضوع، وهو لا يعرف أكثر مما نعرف. وبناءً على إفادة “كوشنر” هذه ظل ترامب مدة خمسة أيام يقدم التبريرات للحادثة لتبرئة ابن سلمان (MBS).

لكنه بعدما أقر بالحاثة، فقد أورد “وولف” أن ترامب قال لأحد أصدقائه المقربين: “بالفعل لقد قتله، ولكن من يهتم؟”.. ثم عاد للقول: “بالتأكيد لديه سبب وجيه” ليبرر لـ ابن سلمان (MBS) من جديد. وعندما تحولت قضية خاشقجي إلى قضية رأي عام عالمية، وأصبح العالم كله يتحدث عن إجرام ولي العهد السعودي، غضب ابن سلمان ورفع شكواه لكشونر الذي يدير الأزمة: ” لماذا تدخلت دول العالم في قضية خاشقجي؟ وطالبه بالتفسير”. فرد كوشنر عليه كحل سريع يجب اعتقال فريق الاغتيال وإعدامهم على الفور، فكان رد ابن سلمان بأنه سيفكر في الموضوع.

(MBS) وصفقة القرن:

نالت قضية “صفقة القرن” حيزاً في كتاب ” وولف” حيث أظهر دور (MBS) في الصفقة التي خرج بها الأمريكان عام 2018، ويرى “وولف” أن هذه الصفقة لم يكن لها دعم من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية، وإنما أناط واضعو الصفقة مسألة دعم تنفيذها بدول الخليج والبنك الدولي، واختاروا لإدارة مشروع الصفقة المصرفي “ما يكل كلاين” الذي عمل سابقاً في سيتي بنك، وله علاقة واسعة في السعودية، وهو صاحب فكرة بيع أرامكو.

وذكر المؤلف أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق “هنري كسنجر” أعاد أسرار العلاقة التي تربط ابن سلمان وكوشنر باعتقاد “كوشنر” أن ابن سلمان سيمول (صفقة القرن) والتي يمكن في حال نجاحها أن تسمح لكوشنر بالفوز في انتخابات رئاسة 2024 و2028.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق