تقارير

فاضح الملوك.. من هو عبد الرحمن منيف الذي يحتفي به غوغل ويُرعب اسمه “آل سعود”؟

فاضح الملوك.. من هو عبد الرحمن منيف الذي يحتفي به غوغل ويُرعب اسمه “آل سعود”؟

احتفى محرك البحث غوغل، اليوم الإثنين 29 مايو/أيار، بالذكرى الـ90 لميلاد الكاتب والروائي السعودي الأبرز في القرن العشرين “عبد الرحمن منيف”، الذي ساهم في جعل الرواية العربية سلاحاً عابراً للحدود تُقاوم به النخب العربية متاريس الاستبداد والتخلّف التي فرضها الساسة العرب من المحيط إلى الخليج.

من عبد الرحمن منيف؟

عبد الرحمن منيف هو روائي سعودي من أبرز الأدباء العرب في القرن العشرين. ولد في عام 1933 في عمان، وتلقّى تعليمه في بغداد والقاهرة ولندن.

انتقل إلى بغداد، حيث عمل أستاذاً جامعياً وصحفياً ومحرراً. كتب أكثر من عشر روايات، من بينها سلسلة “مدن الملح” التي تصوّر تأثير صناعة النفط على المجتمعات العربية. تُوفي في عام 2004 في سوريا، حيث كان يقيم منذ عام 1991.

خلال حياته الثرية بالتجارب، تنقّل منيف -الذي ولد في العاصمة الأردنية عمّان لأب سعودي من نجد وأم عراقية- بين العديد من العواصم، ودرس الحقوق في بغداد التي طُرد منها ليواصل دراسته ويتخرج في جامعة القاهرة، قبل أن ينتقل إلى يوغسلافيا السابقة في منحة دراسية مدعومة من حزب البعث، فنال الدكتوراه في اقتصاديات النفط من جامعة بلغراد عام 1961.

عبد الرحمن منيف، هو السعودي المُثقف الذي فضح “روائياً” الأنظمة القمعية في روايته “شرق المتوسط” التي تناولت موضوع التعذيب في السجون الذي تمارسه الأنظمة الشمولية العربية التي تقع في المنطقة العربية وشرق المتوسط.

حتى أنّ خماسيته “مدن الملح” التي خطّها في ست سنوات، بين 1982 و1988 ونظراً للتشابه الكبير بين شخصياتها وبين الملوك الثلاثة الحقيقيين الذين حكموا السعودية حتى 1975، ونظراً للنفَس الثوري الذي حملته الرواية، فقد مُنعت في المملكة وفي عدد من دول الخليج، ثم سحبت الجنسية من الكاتب عبد الرحمن منيف ليبقى خارج المملكة طوال حياته.

عبد الرحمن منيف
الروائي عبد الرحمن منيف الذي احتفى به غوغل

“رحالة الخيال السعودي”

يُعتبر عبد الرحمن منيف واحدًا من رواد الرواية العربية المعاصرة، وقد أسهم بشكل كبير في تطوير الأدب السعودي. كتاباته تمتاز بأسلوبه الراقي والمبتكر، حيث يجمع بين الخيال والواقع في نسج قصصه. يعتبر منيف روائيًا متعدد الجوانب، حيث يناقش في رواياته قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية بطريقة مميزة.

تميزت روايات عبد الرحمن منيف بأنها تعكس التوترات والتحولات الاجتماعية في المجتمع السعودي خلال العقود الماضية.
لُقّب منيف بـ”راوي سيرة الجزيرة العربية المعاصرة” رغم أنه لم ينشغل بكتابة التاريخ، فهو لم يكن مؤرخاً، إنما كان مهجوساً بتقصّي الحقيقة، وعمل على مواجهة مقولات السلطة بالنص الأدبي.

عمِل منيف صحفياً واقتصادياً، وخاض غمار النشاط السياسي في العراق، قبل أن يُبعد عنه في أعقاب توقيع “حلف بغداد” عام 1955، وكان مناوئاً للأنظمة العربية الملكية والجمهورية على حد سواء بعد هزيمة 1967، وهي الفترة التي تحول بعدها إلى ممارسة السياسة بطريقة أخرى، عبر الكتابة الأدبية.

عبد الرحمن منيف
عبد الرحمن منيف

“مُدن الملح” التي كلّفت منيف جنسيته

اشتهر منيف بخماسيته “مدن الملح” التي تتناول صور الحياة في الجزيرة العربية مع بداية اكتشاف النفط والتحولات المتسارعة التي غيّرت مدن الجزيرة وقراها، بما في ذلك رفض السكان التنقيب عن النفط واستعمال السلطة للعنف وتحول الصحراء إلى حقل نفط، وصراعات العائلة الحاكمة في الجزيرة العربية، ورصد أحوال الناس وتغير العادات والأمكنة وأشكال الانتماء والهوية.

وقال منيف، إنه قصد بـ”مدن الملح” المدنَ التي نشأت في برهة من الزمن بشكل استثنائي غير طبيعي، بمعنى “أنها لم تظهر نتيجة تراكم تاريخي طويل أدى إلى قيامها ونموها واتساعها، وإنما هي عبارة عن نوع من الانفجارات نتيجة الثروة الطارئة؛ هذه الثروة (النفط) أدّت إلى قيام مدن متضخمة أصبحت مثل بالونات يمكن أن تنفجر، أن تنتهي، بمجرد أن يلمسها شيء حاد”.

طيلة سنوات حياته التي قضاها في الترحال بين العراق وسوريا ناهيك عن موطنه، السعودية، كتب منيف 11 رواية، منها: خماسية “مدن الملح”، وثلاثية “أرض السواد”، وترجمت رواياته -التي تمزج التوثيق التاريخي بالخيال الأدبي- إلى العديد من اللغات الأجنبية.

أصدر الراحل عبد الرحمن منيف روايات خالدة مثل: “الأشجار” و”اغتيال مرزوق”، و”حين تركنا الجسر”، و”عالم بلا خرائط” بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا.

المصدر: موقع وطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق