تقارير

تتطلع إلى 110 مليارات دولار.. تطبيع الإمارات وإسرائيل يغري الهند بشراكة ثلاثية

تتطلع إلى 110 مليارات دولار.. تطبيع الإمارات وإسرائيل يغري الهند بشراكة ثلاثية

“حالة الإمارات خاصة”.. هكذا وصف تحليل لمؤسسة “أوبزرفر” للأبحاث في نيودلهي تنامي تعميق العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب منذ توقيع اتفاقات التطبيع المعروفة بـ”اتفاقات أبراهام” في أغسطس/آب 2020، مشيرة إلى آفاق سانحة لتطوير شراكة ثلاثية بين كلا البلدين وبين الهند.

وذكر الباحثان في المؤسسة “نافديب سوري” و”هارون سيثي” أن جهود إدارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” أسفرت عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الإمارات وإسرائيل، والتي تطورت، خلال ما يزيد قليلا عن عامين، إلى “إرادة سياسية للمضي قدمًا بسرعة فاجأت العديد من المراقبين في المنطقة”، حسبما أورد موقع “أوراسيا ريفيو”.

ورغم أن الإمارات ليست أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل؛ إذ سبقتها مصر عام 1979، عندما وقعت على معاهدة السلام في كامب ديفيد، إلا أن تطبيع أبوظبي وتل أبيب شهد ازدهارا استثنائيا، وتفوق على نظيره المصري.

فبعد 4 عقود من التطبيع المصري الإسرائيلي، بلغت التجارة الثنائية بينهما عام 2021 حوالي 330 مليون دولار فقط، ومعظمها كان مدفوعًا بشكل أساسي بالقنوات الحكومية، كما ظل تنامي العلاقات الثقافية بطيئا بسبب العداء الصريح والمعلن من جانب المثقفين المصريين البارزين ومن عامة الناس.

ويمكن ملاحظة نمط مماثل في الأردن؛ فعلى الرغم من توقيع معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية عام 1994، إلا أن علاقتهما لم تتطور بشكل نوعي، وظلت الصادرات إلى الأردن تمثل 0.5% فقط من إجمالي صادرات إسرائيل، فيما تمثل الصادرات إلى دولة الاحتلال 1.5% من إجمالي صادرات الأردن.

ويشير الباحثان، في هذا الصدد، إلى أن مخاوف الأردن من ضم إسرائيل للمناطق الحدودية في غور الأردن ومنطقة البحر الميت، ووجود عدد كبير من السكان الفلسطينيين داخل الأردن، وغضب الجمهور من المناوشات المتكررة بين القوات الإسرائيلية والمصلين العرب في المسجد الأقصى، تمثل عقبات رئيسية أمام تطوير التطبيع بين عمان وتل أبيب.

أما الإمارات، فازدهر تطبيعها مع إسرائيل سريعا عبر الزيارات رفيعة المستوى من جانب مسؤولي الدولتين وتبادل التجارة والاستثمار وتعزيز الترابط التكنولوجي وحتى الثقافي.

فبعد عام واحد من توقيع “اتفاقات أبراهام”، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الإمارات وإسرائيل 900 مليون دولار، وفي الربع الأول من عام 2022 وصل بالفعل إلى 1.5 مليار دولار.

كما وقعت الدولتان اتفاقية للتجارة الحرة في يونيو/حزيران الماضي بهدف معلن يتمثل في زيادة التجارة السنوية بينهما إلى حوالي 10 مليارات دولار على مدى الأعوام الخمس المقبلة.

وساهم تخفيف القيود المرتبطة بجائحة كورونا في تحقيق زيادة مطردة بعدد زيارات رجال الأعمال والوفود الرسمية بين الدولتين؛ ففي سبتمبر/أيلول الماضي، شارك وفد من الإمارات في منتدى أعمال مشترك نظمته بورصة تل أبيب وسوق أبوظبي العالمي؛ ما أدى إلى توقيع 3 اتفاقيات تركز على حماية البيانات والابتكار ومبادرات التكنولوجيا المالية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، تواجد وفد إسرائيلي كبير في دبي للمشاركة “أسبوع جيتكس للتكنولوجيا” (أكبر معرض للابتكار في الخليج)، وافتتح أيضا “قمة إسرائيل للاقتصاد الرقمي المستقبلي” في دبي؛ لتعزيز التعاون في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.

وحضر وفد آخر، يضم مسؤولين في الجيش والاستخبارات والرؤساء التنفيذيين لشركات الإنترنت الإسرائيلية الكبرى، مؤتمر “Cybertech Global” كمتحدثين في دبي عام 2021. كما كان لإسرائيل حضور كبير في معرض “دبي إكسبو” 2020 من خلال جناحها.

وعلى المستوى الرسمي، وصل عدد الزيارات الوزارية من إسرائيل إلى الإمارات عام 2021 إلى 20 زيارة، بينها زيارة أجراها الرئيس الإسرائيلي “إسحاق هرتسوج”، وأخرى أجراها وزير الخارجية السابق “يائير لابيد”، فيما أجرى الزيارة الأخيرة رئيس الوزراء السابق “نفتالي بينيت” في يونيو/حزيران 2022.

ومن الجانب الإماراتي، استكملت زيارات الوفود بزيارة وزير الخارجية، الشيخ “عبدالله بن زايد آل نهيان” إلى إسرائيل، والتي استمرت أسبوعا، للاحتفال بالذكرى السنوية الثانية لـ”اتفاقات أبراهام”.

وانعكس الدفء في العلاقات الرسمية على تنامي العلاقات الثقافية والشعبية أيضا؛ إذ ارتفع عدد الرحلات الجوية بين أبوظبي وتل أبيب إلى 70 رحلة جوية مباشرة كل أسبوع. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 450 ألف سائح إسرائيلي زاروا الإمارات منذ اتفاقات التطبيع.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقعت الدولتان اتفاقية تسمح لمواطنيهما بالسفر بدون تأشيرة (لأغراض الترفيه والعمل)؛ ما يجعل الإمارات أول دولة عربية تحصل على مثل هذا الإعفاء الإسرائيلي.

ويشير الباحثان “نافديب سوري” و”هارون سيثي” إلى أن الهند تنظر إلى تنامي العلاقات الإماراتية الإسرائيلية باعتباره “فرصة يمكن الاستفادة منها”، عبر شراكة ثلاثية ترتكز على نقاط القوة الإسرائيلية في مجال التكنولوجيا المتخصصة وقاعدة الاقتصاد والموارد البشرية الضخمة في الهند ووقدرات الإمارات في مجال الخدمات اللوجستية والاستثمارات.

وفي هذا الإطار، استضاف المجلس الهندي للأعمال والمهنية، ومقره دبي، وفدا إسرائيليا كبيرا في وقت سابق من هذا العام.

كما تفاعل تواصل وفد أعمال من الهند والإمارات مع أعضاء غرفة التجارة الإسرائيلية الآسيوية في تل أبيب؛ لمناقشة التعاون في مجالات الأمن الغذائي والتصنيع والأمن السيبراني والرعاية الصحية والتكنولوجيا المالية.

وبحسب “أوبزرفر”، فإن المسؤولين الإسرائيليين يرون أن الدول الثلاث لديها القدرة على الوصول بحجم التجارة البينية إلى 110 مليار دولار بحلول عام 2030.

وأشار إلى أن نجاح شراكة الهند مع الإمارات وإسرائيل قد يدفع باتجاه توسيع الشراكة مع بلدان أخرى، مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، من خلال تجمعات اقتصادية صغيرة، مثل مبادرة مجموعة “I2U2″ و”منتدى النقب”.

المصدر: الخليج الجديد + متابعات
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق