تقارير

تركي آل الشيخ نموذجا.. مقاييس جديدة وضعها محمد بن سلمان لانتقاء كبار المسؤولين

تركي آل الشيخ نموذجا.. مقاييس جديدة وضعها محمد بن سلمان لانتقاء كبار المسؤولين

“كثيرون هم أولئك الذين أبقوا أسماءهم قائمة في عقل الجمهور، تجد سيرتهم على كل لسان، يعرفهم الناس، ليس بالضرورة أن ذكرهم يكون بالخير، لكن قد يكون بالنفور منهم أو الغضب عليهم أو الرغبة في اختفائهم واندثارهم لا لشيء إلا بسبب تصرفاتهم أو سياساتهم”.. قد يجد البعض أن ذلك ينطبق على تركي آل الشيخ، المستشار في الديوان الملكي السعودي، ورئيس هيئة الترفيه.

“آل الشيخ” يعبر عن سياسات ولي العهد المتهورة

تركي آل الشيخ صعد اسمه كثيرا خلال الفترات الماضية، بعدما أوجده على الساحة من يصفه بـ”سيده” محمد بن سلمان ولي العهد، ليكون أحد أكثر المعبرين عن السياسات المتهورة لولي العهد.

لكن الأمر زاد عن حده فأصبح أحد المتهمين باستهداف الهوية المحافظة التي اعتادت أن تكون عليها المملكة.

اعتاد سب خصومه وقذفهم

تركي آل الشيخ أحد أكثر المسؤولين السعوديين تهورًا وربما انفلاتًا، اعتاد توجيه الاتهامات وسب خصومه وقذفهم، فكان أحد الأسباب الرئيسية في تشويه صورة المملكة.

صعود الرجل للساحة كان سببا في تردي سمعة المملكة بشكل كبير، وكانت أولى أزماته مع النادي الأهلي المصري.

فبعد تعيينه رئيسا شرفيا للزعيم القاهري دخل في خلافات مع النادي وإدارته وجمهوره، بعدما سعى لفرض سيطرة إدارية على النادي إلا أن خطته فشلت، واستهدفته عواصف غضب النادي المصري.

أحدث أزمة بين السعودية والكويت

رياضيا أيضًا، أحدث تركي آل الشيخ أزمة بين السعودية والكويت وذلك بعدما انتقد وزير الرياضة الكويتي إثر زيارة كان قد أجراها للعاصمة القطرية الدوحة.

وصف تركي الوزير الكويتي آنذاك بالمرتزق، فوجدت المملكة نفسها في موقف شديد الحرج بسبب انفلات تركي، فسحبت منه الصفة السياسية.

أزمات تركي التي تسبب فيها انفلاته دفعت المملكة إلى إبعاده عن الساحة الرياضية وجعله رئيسًا لهيئة الترفيه.

ممارسة “الفتونة والبلطجة”

فانتقل من توجيه الإهانة والانحطاط إلى ممارسة “الفتونة والبلطجة”، ولا أدل على ذلك من أزمته الشهيرة مع المطربة المصرية آمال ماهر.

إذ كشفت معلومات أنه اعتدى بالضرب عليها أمام منزلها، ما دفعها لتحرير محضر ضد المسؤول السعودي.

في بلاغها ضده، طلبت آمال ماهر، باتخاذ الإجراءات القانونية ضد تركي آل الشيخ إزاء واقعة الاعتداء عليها، بل طلبت الحصول على تعهد من المشكو في حقه بعدم التعرض لها أو لعائلتها مرة أخرى، بما أوحى إلى أن رئيس هيئة الترفيه مارس تهديدات تجاه المطربة المصرية التي وجدت حالة من الخطر على أسرتها.

تركي آل الشيخ وآمال ماهر

واقعة تركي وآمال ماهر كانت عنوانا للسخرية من المستشار السعودي، وذلك بعد الكشف أنه اعتدى عليها على إثر خلاف عاطفي، إذ كانت تقارير قد تحدثت عن أنهما تزوجا سرًا، لكن آمال خرجت ونفت هذا الأمر.

فضائح تركي آل الشيخ لم تقف عند حد خلافاته مع الآخرين، لكن سلوكياته شكلت كذلك مصدرا فاضحا للإدارة السعودية.

فقبل أيام زعم حساب “العهد الجديد” الشهير على موقع التدوين المصغر “تويتر“، بأن المستشار في الديوان الملكي السعودي، ورئيس هيئة الترفيه، تركي آل الشيخ، مدمن على شرب الخمور، لافتا إلى أنه يرفض نصائح الأطباء في الإقلاع عنه بسبب وضعه الصحي.

“مدمن خمور”

وقال في تغريدة –لم يتم التأكد من صحة ما ورد بها: ”الفاسد المفسد تركي آل شيخ سكّير عربيد، لا ينزل الكأس من يده، وعلى الرغم من تحذيره من قبل الأطباء، ومحاولة المقربين منه اقناعه بالمثول للطب لمساعدته في الإقلاع عن إدمانه، إلا أنه يرفض“.

وزعم الحساب أن “آل الشيخ” أخبرهم “أنه يشرب ليس لأنه مدمن بل لأنه يعشق شرب الخمر“.

أزمات تركي المنفلتة نقلت حالة الجدل إلى سيده ـ كما يصفه ـ وهو محمد بن سلمان، الذي أظهر أنه يختار مسؤولين في الإدارة السعودية يتسمون بممارسة بلطجة، إتساقا مع الاتهام الموجه لولي العهد نفسه بأنه متورط في عملية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

بن سلمان عندما حاول إحداث تغيير بالمملكة منذ توليه ولاية العهد في يونيو 2017، وإحداث انفتاح هائل بمجالات الموسيقى والغناء والمرأة، لم يجد إلا تركي آل الشيخ ليقوم بهذه المهمة.

حفلات رقص وغناء لأول مرة بتاريخ السعودية

وسريعًا، كان انتشار حفلات الرقص المختلط في المملكة التي وصفتها شبكة “بلومبيرج” الأمريكية، في تقرير سابق لها، بأنها محاولة لإخفاء “الجانب المظلم” لولي العهد السعودي.

ومن بين أبرز مشاهد الاختلاط غير المسبوقة، شهدت السعودية العديد من الحفلات الصاخبة لنجوم ونجمات غناء أجانب.

في حين ظهرت فتيات سعوديات في حالةٍ رَفَضَها السعوديون، بحسب ما عبّروا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ كنّ يرقصن ويتمايلن مع الموسيقى.

كل تلك الحفلات والمناسبات الغريبة عن المجتمع السعودي كان يقف خلفها تركي آل الشيخ، الذي يعتبر أحد أبرز المقربين من ولي العهد، والمحقق لطموحاته في الانفتاح.

“البلطجة” ارتبطت بالأسرة المالكة نفسها

وفيما مثل تركي تعبيرا واضحا عن بلطجة الإدارة السعودية، فإن هذه البلطجة ارتبطت بالأسرة المالكة نفسها.

ففي عام 2018 تم الكشف عن فضيحة للأسرة المالكة، تعلقت بـ حصة بنت سلمان وهي أخت ولي العهد محمد بن سلمان، حيث صدرت مذكرة توقيف ضدها؛ لاتهامها بتوجيه الأمر لحارسها الشخصي بضرب أحد العاملين بشقتها وذلك في سبتمبر 2016.

حصة بنت سلمان
حصة بنت سلمان

وقعت الجريمة في شقة حصة بنت سليمان بحي “فوش” الراقي غرب العاصمة الفرنسية باريس، وقد كشف المجني عليه أنّه كان يجري تجديدات وصيانة في الشقة التي تملكها شقيقة ابن سلمان، واستدعى ذلك التقاط صور للغرفة، ما أغضب حصة بنت سلمان، فأمرت حارسها الشخصي بضرب العامل.

وقالت حصة بنت سلمان لحارسها الشخصي: “اقتله.. إنه كلب لا يستحق الحياة”.

وأخيرا فإن اختيارات ولي العهد محمد بن سلمان، لأمثال تركي آل الشيخ وسعود القحطاني وغيرهم لتقلد المناصب العليا والحساسة بالسعودية، يدل أن ابن سلمان قد وضع مقاييس جديدة ومختلفة تماما ـ ميزانها مزاجه ورؤيته الخاصة ـ لاختيار رجالات الدولة وكبار المسؤولين فيها.

تركي آل الشيخ و سعود القحطاني

المصدر: موقع وطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق