تقارير

تروج له الإمارات.. إجماع إسلامي ومسيحي على رفض “الدين الإبراهيمي”

تروج له الإمارات.. إجماع إسلامي ومسيحي على رفض “الدين الإبراهيمي”

يحظى رفض “الدين الإبراهيمي” الذي تعد دولة الإمارات أحد مروجيه، بإجماع إسلامي ومسيحي وتأكيد على أن هدفه الحقيقي تسويق التطبيع المشبوه مع إسرائيل.

وتعد دولة الإمارات أحد أهم مروِّجي الدين الإبراهيمي في الشرق الأوسط، وبرز ذلك من خلال إنشائها العديد من الكيانات والمؤسسات والمؤتمرات والندوات والمبادرات والاتفاقيات التي تدعو إلى الالتفاف حول ما يسمى الديانات الإبراهيمية الثلاث وتقصد بها (الإسلام، والمسيحية، واليهودية).

وصرح البابا تواضروس الثاني بابا أقباط مصر، على أن فكرة ما يسمى “الدين الإبراهيمي” مرفوضة تماماً وغير مقبولة، مؤكداً أنها تعد تفكيراً سياسياً بهدف “تدمير ثوابت الأديان”.

وقال البابا إن “هناك أفكاراً سبقت فكرة الدين الإبراهيمي التي هي فكرة سياسية، مثل أن الأديان كالألوان يمكن تغييرها كما نشاء، وهذا شيء لا يتناسب مع فكرة الدين وكلاهما مرفوض تماماً وغير مقبول”.

وأضاف “من يفكرون بذلك (دون أن يسميهم) يرون أن الأديان السماوية اليهودية والمسيحية والإسلام حسب التاريخ، منشؤها إبراهيم (أبو الأنبياء)، فقالوا كما يفكر الغرب نرجع له ونحذف المختلف، وهذا أمر غير مقبول في الشرق”.

فيما لفت البابا إلى أن “الشرق الأوسط مهد الأديان، وهذه الفكرة (الدين الإبراهيمي) هي نتاج تفكير سياسي الهدف منه كسر ثوابت الدين أي دين، والثوابت هي من تحفظ كيان الإنسان والهوية، وبالتالي ما ينادي به الغرب شيء مرفوض”.

جاء ذلك بعد نحو شهرين من رفض مماثل من شيخ الأزهر أحمد الطيب ومهاجمته الإمارات على تبني الترويج للدين الإبراهيمي.

إذ رفض شيخ الأزهر في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، “دعوات مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالة واحدة أو دين واحد يسمى بالإبراهيمية أو الدين الإبراهيمي”.

وقال في حينه إن “هذه الدعوى، مثلها مثل العولمة، والأخلاق العالمية وغيرها وإن كانت تبدو في ظاهر أمرها كأنها تدعو للاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته”.

بينما استدرك: “إلَّا أنها، هي نفسها، دعوة إلى مصادرة حريات الاعتقاد والإيمان والاختيار”.

كانت صحيفة الأهرام المملوكة ناقشت تلك الفكرة آنذاك، قائلة إن “أول من أطلق مصطلح الدين الموحد بغرض سياسي بحت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي علق على العلاقات الإماراتية الإسرائيلية بمصطلح سُمع للمرة الأولى؛ حيث وصف الاتفاق (التطبيعي في عام 2020) بين الجانبين بالإبراهيمي”.

وتوجهات قد ظهرت مؤخراً تُنادي بالإبراهيمية، أو الدين الإبراهيمي، نسبةً إلى إبراهيم عليه السلام، أبي الأنبياء ومجمع رسالاتهم، وملتقى شرائعهم، وما تطمحُ إليه هذه التوجهات من مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالةٍ واحدة أو دِين واحد يجتمعُ عليه الناس.

وتعد دولة الإمارات أحد أهم مروِّجي الدين الإبراهيمي في الشرق الأوسط.

وفي سبيل ذلك أنشأت أبوظبي إنشائها العديد من الكيانات والمؤسسات والمؤتمرات والندوات والمبادرات والاتفاقيات التي تدعو إلى الالتفاف حول ما يسمى الديانات الإبراهيمية الثلاث وتقصد بها (الإسلام، والمسيحية، واليهودية).

وفي عام 2014 أنشأت الإمارات “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” برئاسة رئيس مجلس الإفتاء الشرعي الشيخ عبد الله بن بيه. ويعقد المنتدى بصفة دورية في الشهر الأخير من كل عام.

ولم يكتفِ بن بيه برئاسته للمنتدى بل شارك في “ملتقى المبادرة الإبراهيمية” الذي نظمته الخارجية الأمريكية في 3 ديسمبر/كانون الأول 2020.

وخلال كلمة له في الملتقى قال بن بيه: “إن ميثاق حلف الفضول الجديد الذي أصَّلته العائلة الإبراهيمية في 2019 في أبوظبي يمكن أن يشكل مرجعية دينية قوية لهذه الانطلاقة الجديدة”.

يشار إلى أنه في النسخة السادسة من منتدى السلم الذي عُقد في أبوظبي في الفترة بين 9 و11 ديسمبر/كانون الأول 2019، أطلقت الإمارات “ميثاق حلف الفضول الجديد” الذي وقَّع عليه العديد من القيادات الدينية من اليهود والمسلمين والمسيحيين.

أما في 9 فبراير/شباط 2021 أعلنت الإمارات على لسان سفيرها في روسيا محمد أحمد الجابر أنها ستفتتح “بيت العائلة الإبراهيمية” خلال العام 2022، وأنه سيصبح مكاناً للتعلم والحوار والعبادة وسيركز على التقريب بين جميع الأديان.

المصدر: Emirates Leaks

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق