تقارير

منصف المرزوقي: الإمارات تخلت عن قيس سعيد، ومستعد لدعم مشروط لـ”النهضة” لإنقاذ تونس

منصف المرزوقي: الإمارات تخلت عن قيس سعيد، ومستعد لدعم مشروط لـ”النهضة” لإنقاذ تونس

في لقاء خاص مع موقع “عربي بوست”، قال الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، إن الرئيس الحالي لتونس قيس سعيّد، رجل غير مُتزن نفسياً، يتجه بدولة انطلق منها الربيع العربي إلى الهاوية.

واعتبر المرزوقي، في حواره مع الموقع، أن الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد بالتأكيد انقلبت عليه، لأنه انقلب على الدستور، والحل الوحيد لإنقاذ البلد هو إخراجه من قصر قرطاج ومحاكمته.

وعن الدعوى القضائية التي رُفعت ضده في تونس، قال الرئيس الأسبق إنها ليست المرة الأولى، فسبق أن حوكم  في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وحوكم في عهد زين العابدين بن علي أيضاً الذي أزاحته ثورات الربيع العربي من الحكم.

دعم إماراتي

قال المرزوقي في لقاء مع “عربي بوست” إن “تونس أصبحت مستهدفة منذ الثورة، وغرفة العمليات التي تديرها الإمارات العربية المتحدة، والتي استطاعت أن تصفِّي الربيع العربي في كل مكان، تدعم اليوم قيس سعيد؛ استكمالاً لمهمة أبوظبي وجهودها للتخلص من الربيع من مهده”.

وأضاف المتحدث أن “تونس مستهدَفة من طرف دولة الإمارات، التي تقف بالتأكيد وراء الدعم الكبير لما حدث بتونس، إضافة إلى الثورة المضادة التي تخاف الإسلام السياسي والديمقراطية، مبديا تخوُّفه من أن الإمارات تحضّر لمرحلة ما بعد قيس سعيد”.

واعتبر المتحدث أنه “خلافاً للعديد من بلدان العالم العربي، لم تكن مهمة التخلص من الربيع العربي سهلة في تونس، والدليل على ذلك أن سعيّد عندما اتخذ الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021، صفق له التونسيون وأيدوه، لكن الواضح اليوم أن الجماهير خرجت ضده وعددها يتصاعد مرة تلو الأخرى”.

وأشار منصف المرزوقي في تصريحاته إلى أن “قيس سعيد غير قادر على قيادة تونس، لأنه ضرب التونسيين بعضهم البعض، وخان التعهدات، وتجاوز دستور البلاد، وأدخل البلاد في أزمة اقتصادية غير مسبوقة”.

وعن تراجع السعودية والإمارات عن الدعم المادي لتونس، قال المرزوقي: “بعد شهرين حكموا عليه بأنه غير مؤهل ولا سويٍّ ولا يراهَن عليه، كانوا ينتظرون أن يكون مثل السيسي، يقمع ويواجه الإسلاميين، لكن ما حصل هو العكس”.

الحراك التونسي

وبخصوص المظاهرات التي تعرفها شوارع العاصمة التونسية تونس قال الرئيس التونسي الأسبق إن “الشارع السياسي هو الذي تحرَّك، والتونسيون يريدون البقاء تحت راية الدستور، لكن الرجل اغتنم فرصة المشاكل الاقتصادية التي كانت تتخبط فيها تونس، اليوم الوضع الاقتصادي متدهور والماكينة الاقتصادية متوقفة”، حسبما يرى المرزوقي.

وأضاف المتحدث أن “الحراك الشعبي الذي يخرج في الشوارع التونسية، لا يمكن أن يهدأ إلا بوجود حل، والحل الوحيد هو رحيل هذا الرجل، الذي خنق تونس في عنق الزجاجة”.

وتابع: “قيس سعيّد لا يقبل أي ضغوطات، وهنا أتحدث كطبيب، فلا الضغوطات الأمريكية ولا الأوروبية ستجعله يتراجع، وهذا ليس تمسُّكاً بالمبادئ، لكن الحل اليوم هو الخروج للشارع، وهو القوة الوحيدة القادرة على إخراجه من قصر قرطاج”.

وأردف: “مستقبلنا اليوم في يد الشارع، فهو الوحيد القادر على حسم الوضع ومواجهة المد الخليجي في البلاد، ومواجهة الاستبداد الذي فرضه قيس سعيّد، والحل اليوم هو إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية سابقة لأوانها”.

القضية

أما بخصوص قضية متباعته من طرف القضاء التونسي بتهمة التآمر مع أطراف أجنبية قال المرزوقي في لقائه مع “عربي بوست”: “أنا حريص وغيور على بلادي، والله يعلم الثمن الذي دفعته للحفاظ على استقلال تونس، أنا لا أؤيد التدخل الأجنبي ولكن أطلب من الدول أن لا تدعم الديكتاتور قيس سعيّد، لا مادياً ولا معنوياً ولا سياسياً، لأن كل من يدعمه يحارب الديمقراطية.

وأضاف المتحدث “أنا معارض ولست خائناً، وأنا لا أعطي أي قيمة لمثل هذه المتابعات، الآن يمكنني أن أرسل رسالة شكر لقيس سعيد، فكمّ الدعم الذي لاقيته لا يمكن تخيله”.

وقال المرزوقي “أنا الآن أعيش بصورة طبيعية، أسافر وأتحرك كأن شيئاً لم يكن، وسأعود لتونس، لأنني الآن أنسق مع الإخوة في تونس لعودتي، وأنا أنتظر الفرصة المناسبة للعودة لبلادي”.

الوضع الاقتصادي

وعن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه تونس قال الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، في لقائه مع “عربي بوست”، إن “تونس دخلت في مستنقع اقتصادي نتيجة الثورة المضادة التي جاءت بالراحل الباجي قايد السبسي ليقود تونس، بعدها جاء قيس سعيّد الذي قلنا إنه سيحسّن الوضع الاقتصادي للبلاد لكن العكس هو ما حدث”.

وفسَّر المتحدث ذلك بـ”أن هناك دولاً مانحة تراجعت عن دعم قيس سعيد، من أمريكا والاتحاد الأوروبي، كما أن دول الخليج كالسعودية والإمارات، لم تمنع دعمها لقيس سعيد كما وعدته، لأنها لم ترَ فيه كما رأت في السيسي، ووجدته ضعيفا يقدر على ض”.

واعتبر منصف المرزوقي أن “قيس سعيد اغتنم فشل الحكومات المتتالية وفشل البرلمان، فصادَر كل الحريات، ولا يوجد في العالم كله رئيس بيده كل هذه الصلاحيات، التشريعية والتنفيذية والأمنية والقضائية كما فعل.

وأشار المتحدث إلى أن البرلمان التونسي فُشّل وأُفشل، لأنه منذ البداية، كانت هناك مؤامرة لإظهار البرلمان عبارة عن مسخرة، وهناك أحزاب سياسية مدعومة تقوم بهذا الدور، لأنها كانت تعي ماذا تفعل داخل البرلمان.

وقال المتحدث: “أُعطت للتونسيين مشهداً مريعاً عن البرلمان وعمله، لكن مقابل ذلك فشل، لأن رئيسه لم يوقف عملية التسفيه وتصحيح الصورة السيئة، إضافة إلى ذلك أنه عندما أعطى قيس سعيد أوامره خرجوا دون أن يدافعوا عن مقاعدهم”.

وقال منصف المرزوقي: “رغم اختلافي مع النهضة فإنني مستعد لقبول حكومة نهضوية مئة في المئة، شرط أن تأتي بقوى سياسية حقيقية تقوم بدورها التشريعي داخل البرلمان، وتسعى لإنقاذ تونس من الوضع الذي هي فيه”.

المصدر: عربي بوست

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق