تقارير

خبر اعتقال الشيخ عبدالمجيد الزنداني ثم تكذيب له… هل بدأت حملة تصفية حزب الإصلاح اليمني من قبل السلطات السعودية؟

خاص – مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث

تتضارب المعلومات حول اعتقال أو فرض الإقامة الجبرية على الداعية اليمني الشيخ عبدالمجيد الزنداني، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح. هذا التضارب الذي طالما كان سيد الموقف في عمليات مشابهة طالت مفكرين ومشايخ في المملكة، سواء كانوا من السعوديين أو غير السعوديين في ظل حكم بن سلمان البوليسي التي تعاني منه البلاد.

ففي يوم 22 من الشهر الجاري، نشر حساب “معتقلي الرأي” على موقع التواصل الشهي “تويتر”، تغريدة قال فيها، إن السلطات الأمنية السعودية قامت باعتقال الشيخ عبدالمجيد الزنداني لغرض التحقيق معه، لكن لم تلبث سوى دقائق معدودة ليقوم هذا الحساب بإلغاء هذه التغريدة ونشر أخرى بعد ساعات، أوضح فيها أن السلطات الأمنية السعودية قد أفرجت عن الشيخ وهو حاليًا في بيته الكائن في مكة المكرمة قيد الإقامة الجبرية.

لكن في تطور لافت أخر، قام نجل “الزنداني”، “علي الزنداني” بنفي حادثة الاعتقال عبر حسابه في “فيسبوك”، ونفى أن تحقيقًا أُجري مع ‏والده، مشيرا إلى أنه موجود مع والده بمقر إقامته في مكة المكرمة.‏ لكن حساب “معتقلي الرأي” أوضح ان الشيخ بالفعل داخل بيته كما قال نجله، لكن قيد الإقامة الجبرية وممنوع تماماً من الاتصالات والزيارات وتحيط بقدمه سوار المراقبة الإلكتروني، مع مراقبة هاتفه الشخصي.

ما يتم تداوله عن استدعاء السلطات السعودية للوالد الشيخ عبدالمجيد الزنداني والتحقيق معه غير صحيحونحن والوالد موجودون في محل إقامتنا في مكة المكرمة

Gepostet von ‎علي بن عبدالمجيد الزنداني‎ am Mittwoch, 22. Juli 2020

ومن الطبيعي، أن يصدر من نجل الشيخ الزنداني نفيًا لحادثة الاعتقال، ذلك لأن السلطات السعودية لطالما مارست عمليات الضغط على أقارب وعوائل المطلوبين لها، لحملهم على نفي أي أنباء عن تعامل السلطات السعودية مع ذويهم، كما وأن حساب معتقلي الرأي فيه مصداقية عالية تجعلنا لا نفكر أن يفبرك هذا الحساب مثل هذه الاحداث الحساسة، وعلى شخصيات مهمة مثل شخصية عبدالمجيد الزنداني.

لكن الغريب بالأمر، إن مع كل هذه الاحداث، واللغط الذي يدور حول حادثة اعتقال الشيخ الزنداني ووضعه تحت الإقامة الجبرية، لا نجد أي تعليق صادر من قبل الحكومة اليمنية، أو تعليق من مصدر أمني سعودي مسؤول يوضح ملابسات الموضوع أو حتى نفيه حتى الساعة. إنما جاءت الرواية السعودية على لسان مواقع يمنية مقربة لها، أكدت إن من يقف خلف هذه “الشائعة” (يقصد ‏حادثة اعتقال الزنداني والتحقيق معه) وشائعات اخرى قد تظهر مستقبلا، يحاول ارباك ‏المشهد، في وقت ترعى المملكة مشاورات (يمنية -يمنية) وسط تجاذبات سياسية، لتشكيل ‏حكومة جديدة تنفيذا لبنود اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية وما يسمى المجلس ‏الانتقالي المدعوم من الامارات.‏

من هو الشيخ الزنداني؟

ولفهم ما يدور حول هذه الشخصية لا بد لنا من معرفة ما يمثل هذا الشيخ بالنسبة لليمنيين، وما هي مواقفه، وما الذي أقترفه من فعلٍ، جعل السلطات السعودية تستدعيه للتحقيق، وتمنع عنه التواصل مع العالم الخارجي.

الشيخ الزنداني، هو سياسي وداعية يمني، مؤسس للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن ‏والسنة بمكة، ومؤسس جامعة الإيمان باليمن، ورئيس مجلس شورى حزب التجمع ‏اليمني للإصلاح، وأحد كبار مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.‏ لجأ إلى السعودية عام 2015، بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، وحينما كان في المملكة، منعته السلطات السعودية من ممارسة أي نشاط سياسي أو دعوي طيلة فترة اقامته هناك والبالغة 5 سنوات. وأيد الزنداني العملية العسكرية بقيادة السعودية “عاصفة الحزم” داخل اليمن لاسترجاع الشرعية، ضد انقلاب جماعة الحوثي على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. ووصف الزنداني ما يقوم به التحالف السعودي-الإماراتي حينها، بالواجب الديني، ودعا إلى “النفير العام” لدعم “الشرعية”، بل إنه دعا إلى التجنيد الإجباري في اليمن واستدعاء الشباب إلى معسكرات الجيش في المناطق الموالية للشرعية. كما دعا إلى فتح باب الالتحاق الطوعي للخدمة في الجيش، للشباب اليمنيين، وتوفير رواتب مجزية لهم، ودعا إلى دعم اللجان الشعبية القائمة والداعمة للشرعية، وتشكيل لجان مشابه لها في جميع المدن والقرى التابعة للشرعية، لحماية قراها، وحاراتها، ومدنها، للحفاظ على الأمن فيها تحت إشراف وزارة الداخلية الموالية للشرعية.

الزنداني مطلوب أمريكيًا

يُذكر أن صحيفة عربي 21، كانت قد نشرت بتاريخ 5 شباط/ فبراير 2019، نقلًا عن مصدر يمني مطلع، أن الولايات المتحدة كانت قد طلبت من السلطات السعودية العام الماضي، توضيحًا حول استضافتها للشيخ الزنداني على أراضيها. وأضاف المصدر، أن الرسالة الأمريكية نُقلت عبر وزارة الخارجية إلى السلطات السعودية، حيث تتهمه السلطات الأمريكية بأنه أحد “داعمي الإرهاب”. وأوضح المصدر، أن السلطات السعودية ردت على تساؤلات الخارجية الأمريكية، بأن “عبد المجيد الزنداني مجرد نازح في المملكة”، وأنها “لن تسمح له خلال فترة إقامته في المملكة بممارسة أي نشاط معاد للولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة”. وهذا ما كان بالفعل، حيث أن السلطات السعودية لم تسمح للزنداني بإقامة أي نشاط سياسي أو دعوي داخل المملكة، لكنها استفادت منه بدعم حملتها العسكرية في اليمن، نظرًا لما للشيخ الزنداني من تأثير واسع ونفوذ ديني أوسع في اليمن.

خيبة أمل الزنداني في المملكة السعودية

القيود المفروضة على الشيخ الزنداني ليست بالجديدة، بل كانت مفروضة عليه من لحظة وصوله إلى المملكة، ويشعر الشيخ اليوم بخيبة أمل كبيرة من تعامل الرياض معه، رغم إصداره لبيانات تأييد لعملياتها في بلاده، والتي كان يصدرها أحيانًا مكرها ومضطرا. ويُظن أن خيبة الأمل هذه ربما هي التي جعلت الشيخ الزنداني يُقْدم على فعلٍ أو تصريح ينتقد فيه تصرفات بن سلمان في اليمن، ويحمله المسؤولية عن الجرائم التي ترتكب بحق بلده، وربما يكون هذا الانتقاد، هو السبب المباشر لإلقاء القبض عليه والتحقيق معه ووضعه تحت الإقامة الجبرية؟

وهناك أراء تفيد بأن قبول المملكة استضافته، كان الغرض منها هو تحجيم دوره وتجميد أي نشاط له، بسبب أن الرياض تنظر للشيخ الزنداني، على إنه أحد أبرز رموز جماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وتمنع السلطات السعودية الشيخ الزنداني من السفر خارج المملكة، كي لا يكون حرًا في التعبير عن أرائه، سواء في ما يخص الأداء السعودي باليمن أو أداء السلطات السعودية بشكل عام مع جماعة الإخوان المسلمين بالعالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق