تقارير

السعودية تتواطأ مع الانفصاليين المدعومين إماراتيًا في السيطرة على سقطرى؟

خاص – مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث

في تحركات انقلابية وانفصالية جديدة ضد الشرعية اليمنية، تقوم بها الإمارات من خلال ميليشياتها المسماة بـ”المجلس الانتقالي”، قامت بالاستيلاء على جزيرة سقطرى، في ظل صمت سعودي مطبق، اتهم فيه يمنيون السعودية بالتواطئي مع الامارات والتعاون مع الانفصاليين.

محاربة الاخوان حجة للانفصال

وتتذرع القوات الانفصالية في معاركها الانقلابية ضد القوات الشرعية التابعة للحكومة اليمنية المعترف ‏بها دوليا. بأن الحكومة اليمنية الحالية قريبة من جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح)، وإنما هي تحارب القوات الحكومية لأنها تضم الاخوان “الإرهابيين”، في محاولة من الانفصاليين لخلط الأوراق واللعب على التوجهات السياسية السعودية الحالية المعادية لجماعة الاخوان.

إن إدخال اسم حزب الإصلاح، واعتباره السبب وراء ما يقوم به الانفصاليون من عمليات عسكرية ضد الحكومة اليمنية الشرعية، ما هو إلا تدليس للحقائق، لأن حزب الإصلاح كان وما زال، من أشد التيارات السياسية الداعمة لوحدة اليمن، وشرعية حكومته ورئاسته. لكن حقيقة عدائهم لهذا الحزب، تكمن في أنهم، يعتبرونه خصمًا سياسيًا قويًا لا يمكنهم تجاوزه في فترة ما بعد نهاية الحرب، وسوف يقف ضد مخططاتهم الانفصالية، ومخططات التطبيع مع الكيان الصهيوني التي ينوي المجلس الانتقالي المضي بها. وبالتالي فأن تسقيط هذا الحزب من المعادلة السياسية اليمنية، هو هدف إماراتي بحت.

ولأجل ذلك يقوم الإعلام الإماراتي، بتلفيق التهم وخلط الاوراق، فقد ذكر موقع ميدل ايست أونلاين الإماراتي، إن قوات الحكومة اليمنية المتواجدة في جزيرة سقطرى، توالي حزب الإصلاح، واتهمتهم بالعمالة لتركيا وقطر، ونقل الموقع عن المدعو سالم عبدالله السقطري، القيادي في المجلس الانتقالي‏، أن “استيلاء المجلس الانتقالي على الجزيرة، أسقط مشروع الإخوان المدعوم من تركيا وقطر”.‏ واتهمت مليشيا المجلس الانتقالي محافظ سقطرى “رمزي محروس” بالولاء لقطر، وأن له لقاءات مع ضباط أتراك وقطريين.

وفي هذا الصدد أوضح مختار الرحبي مستشار  وزير الاعلام اليمني قائلًا: “في انقلاب عدن كانت وسائل اعلام الإمارات تبرر ‏لمليشيات الانتقالي انقلابهم على الشرعية بان هذه المليشيات تحارب الإخوان والإرهاب وفي ‏انقلاب سقطرى مارست وسائل اعلام سعودية نفس الدور حيث بررت بشكل قبيح ‏وساذج ان مايحدث في سقطرى بسبب غنائم واسلحة في سقطرى. لقد بانت النوايا ‏ووضحت الصورة:‏

الإمارات تحاول تعويض خسارتها في ليبيا في اليمن

تشعر السلطات الإماراتية اليوم بمشاعر الخزي والهزيمة وتتذوق مرارتها، بعد الهزيمة النكراء لحليفها خليفة حفتر في ليبيا، وتريد تعويض تلك الخسارة، بشراء نصرٍ في اليمن مهما كان ثمنه، لرد اعتبارها أمام تركيا وقطر. ورغم أن هذين البلدين ليس لهما دورًا فاعلًا في اليمن، لكن الامارات تعتقد أن طموحاتها ترتطم كل مرة بصرخة اسمها تركيا وقطر. بل بدأت توجهات المغردين اليمنيين والعرب تستفز الإماراتيين، حينما عبروا عن فرحتهم بما حدث من انتصارات للحكومة الشرعية في ليبيا، وأمنياتهم بتكرار الحالة في اليمن ليتخلصوا من الأطماع الإماراتية. ووجهت الامارات اتهامات لقطر وتركيا بتسليح حزب الإصلاح ودعمه بالأموال، وأن عناصر استخباراتية تركية تتواجد في الأراضي اليمنية دعمًا للإصلاح، رغم سخافة هذه الاتهامات واستحالة تصديقها في ظل الظروف الحالية التي تعيشها اليمن.

خلافات التحالف العربي… تصدع لأركانه أم تواطئ بين أطرافه

تعتري التحالف العربي لدعم الشرعية، خلافات في توجهات أعضائه. فالقوات السعودية المتمركزة في جزيرة سقطرى بدلًا من أن تدافع عن هذه الجزيرة ضد القوات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي، قامت بسحب قواتها. كما أن القوات الحكومية نفسها، تضم بعض الوحدات المؤيدة للانفصاليين الجنوبين. وإزاء هذه الفوضى التي يتصرف بها التحالف العربي، انتقد عدد من المسؤولين اليمنيين الحكوميين موقف السعودية التي سحبت قواتها من الجزيرة، ولم تساعد في الدفاع عن الجزيرة، ولم تصدر عن القيادة السعودية، أي موقف واضح ينتقد الامارات والمجلس الانتقالي.

اتهم محافظ جزيرة سقطرى اليمنية، رمزي محروس، مساء الإثنين، السعودية، قائدة التحالف العربي، بأنها سهلت لـ”مليشيا” المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، السيطرة على المحافظة الجمعة.

وقال محروس، بمداخلة هاتفية مع قناة “المهرية” الفضائية (يمنية أهلية تبث من إسطنبول)، إن “سقوط سقطرى جاء عقب اتفاق رعته القوات السعودية في الجزيرة“.

أما الحكومة اليمنية، فقد أصدرت بيانًا يتيمًا، دانت فيه ما قام به المجلس الانتقالي، واعتبرته انقلابًا مكتمل الأركان، غايته تقويض مؤسسات الدولة في الجزيرة. كما بيَّن بيان الحكومة اليمنية، بأن ما قام به المجلس الانتقالي، هو استنساخ لتجربة التمرد الحوثية ضد الشرعية.

أتفاق الرياض يذهب ادراج الرياح

اتفاق الرياض الذي اضفى الشرعية على مليشيا انفصالية، قام المجلس الانتقالي باتهام الحكومة اليمنية بمسؤولية عدم تطبيقه، بينما ‏ يعرف الجميع أن المجلس هو من يعرقل تطبيق اتفاق الرياض منذ ما يقارب 8 أشهر، من خلال مماطلاته للتهرب منه حتى يظفر بانفصال الجنوب. من جانبه، قال وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، إن “شرعية المجلس الانتقالي كأحد ‏أطراف العملية السياسية في اليمن، مرتبطة بمدى تنفيذه اتفاق الرياض، معتبرا أن لا ‏شرعية للمجلس إذا استمر في نهج التمرد. وطالب الانتقالي بالتراجع عن إعلانه ما يسمى ‏بالإدارة الذاتية”. ‏

سيناريو الاستيلاء على عدن ومن بعدها سقطرى سيتكرر  في محافظات أخرى

وبعد أن أحكم المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا قبضته على جزيرة سقطرى، بطريقة مشابه لما فعله في عدن منذ أغسطس/ آب 2019، عقب قتال شرس مع القوات الحكومية، والذي انتهى بطرد الحكومة دون تدخل القوات السعودية التي وقفت على الحياد، وقامت المليشيات الانفصالية، بحملات تهجير للعشرات من أبناء المحافظات الشمالية من جزيرة ‏سقطرى، عبر قوارب بحرية صغيرة، في ظاهرة جديدة يتم التأصيل لها، كما جرى ذلك في بلدان أخرى، مثل العراق ‏‏وسوريا.

يبدوا أن هذا السيناريو سيتكرر في محافظات يمنية جنوبية مرة أخرى، في عملية أقرب ما تكون إلى عملية تقاسم لأرض اليمن بين الامارات والسعودية. وفي هذا الشأن حذر وكيل وزارة الإعلام اليمني محمد قيزان، من مخطط يجري  على قدم وساق، للاستيلاء على محافظة حضرموت، وطالب محمد قيزان وكيل وزارة الاعلام في الحكومة اليمنية، بعودة حكومته إلى اليمن لممارسة مهامها، من أجل مواجهة ‏تلك المخططات الانتقالي.‏

وفي السياق، انتقد مغردون، الصمت الحكومي اليمني للعملية الانقلابية التي حدثت في سقطرى، والاكتفاء ببيانات التنديد، حيث كتب المغرد إبراهيم عبد القادر قائلًا: “تخيلوا أن الحكومة لم تطرد حتى الآن #الإمارات من تحالف دعم الشرعية في #اليمن، ولم تخاطب مجلس الأمن واكتفت باستجداء اليونسكو، ولم يقم السفراء بأي تحرك لشرح ما حدث في #سقطرى، ولم يقم وزير الخارجية بأي عمل دبلوماسي يفضح ويوضح، الجميع اكتفى ببيانات الشجب والتنديد! وضع مختصر للفشل‏”

السعودية تشارك الإمارات المسؤولية عن ما يحدث في سقطرى

وفي شأن التصرف السعودي الأخير، وصف مسؤولين حكوميين يمنيين موقف السعودية، بالغادر والمتعاون مع ‏الانفصاليين. ‏فقد أنتقد محافظ سقطرى رمزي محروس، عدم تصدي التحالف بقيادة السعودية، ‏‏لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي أثناء محاولتها السيطرة على حديبو عاصمة الأرخبيل، ‏‏ بـ”الخذلان”، في الوقت الذي كنا ننتظر مساندتهم. ‏

بيــان هـــام تتعرض محافظة أرخبيل #سقطرى لفوضى عارمة تقوم بها ميليشيا الانتقالي المدعومة اماراتيا.هاجمت هذه…

Gepostet von ‎الأستاذ. رمزي محروس – محافظ محافظة أرخبيل سقطرى‎ am Samstag, 20. Juni 2020

وفي تصريح واضح يحدد فيه مسؤولية ما جرى في سقطرى ومن قبلها عدن، للسعودية وليس فقط الإمارات، باعتبارها قائدة للتحالف، حيث قال مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي “تتحمل السعودية ما حدث منذ انقلاب مليشيات الانتقالي في عدن وما تبع ذلك من قصف للجيش وسقوط ٣٠٠ ما بين شهيد وجريح وما تبع ذلك من أحداث ومنها انقلاب سقطرى كونها قائد التحالف ولم يصدر منها اي بيان او توضيح عن تلكم الاعمال حتى الآن، تحميل دويلة الغدر الإمارات المسؤولية منفردة خطأ فادح”

وأضاف الرحبي، القوات السعودية خذلت القوات الحكومية أمام هجوم المجلس الانتقالي الجنوبي، ورغم أن القوات السعودية دخلت سقطرى لدعم الشرعية وحماية ‏مؤسسات الدولة، لكنها في أول امتحان لها وقفت على الحياد وخذلت الشرعية ‏ومؤسساتها التي تُنتهك من عصابات الانتقالي، كما أعتبر المسؤول اليمني، أن هناك ‏مخططا إماراتيا للسيطرة على كل مؤسسات الدولة واحتلالها.‏ الأمر الذي يجعل من اليمنيين، على يقين بأن السعودية متهمة بالتواطؤ مع ما يفعله الانفصاليين.

المجلس الانتقالي يتهيأ للتطبيع مع اسرائيل

ودأبت عادة الاماراتيين، إنهم حالما يجدون من يتحالف معهم من مليشيات أو أنظمة استبدادية، سرعان من تربطه مع الكيان الصهيوني، ذلك لأنها تعتبر نفسها عرَّاب التطبيع في العالم العربي، فقد كشفت صحيفة صهيونية عبر مقال لها اسمته “الصديق السري الجديد لإسرائيل في اليمن”، ‏عن محادثات بين حكومة “إسرائيل” والمجلس الانتقالي الجنوبي وبمباركة إماراتية، جرى فيها  مداولات سرية بين الجانبين. وبيَّنت الصحيفة، إن دولة جديدة يوشك الإعلان عنها، بحكومتها الجديدة بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، ستكون أولى أولوياتها هي إقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني. وبهذا تثبت الإمارات بأنها الذراع اليمنى لدولة الكيان الصهيوني، بدعمها لأي دولة أو مليشيا تريد التطبيع مع الكيان، هذا ما رأيناه بدعمها لخليفة حفتر، ودعمها للانفصالين الكرد في العراق، وأخيرًا دعمها للمجلس الانتقالي الانفصالي في جنوب اليمن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق