تقارير

مشاركة الإمارات والسعودية بمؤتمر “اللجنة اليهودية الأمريكية” .. خطوة جديدة في طريق التطبيع

خاص – مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث

استمرارًا للتطبيع مع الصهاينة، تنتقل الإمارات والسعودية لمرحلة جديدة، من خلال المشاركة العلنية في مؤتمر يقام حاليًا بشكل افتراضي، من قبل منظمة صهيونية أمريكية تدعى “اللجنة اليهودية الأمريكية” والتي تصف نفسها بأنها “مركز عالمي لتأييد اليهود والكيان الإسرائيلي”. يناقش المؤتمر، قضايا تتعلق بسبل الرد على حملات العداء للسامية التي غالبًا ما تبتز فيها إسرائيل، كل من يُظهر حقيقتها ويكشفها على الملأ.

حيث أعلنت “اللجنة اليهودية الأمريكية” قبل انعقاد هذا المؤتمر، في تغريدة لها على موقع التواصل “تويتر”، أفادت بأن المؤتمر، سيشهد مشاركة عربية مهمة تتمثل بوزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، بالإضافة إلى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ووزير العدل السعودي السابق محمد العيسى. ورحبت تلك المنظمة أشد الترحيب بهذه المشاركة التي وصفتها بالتاريخية، تلاها ترحيب من مسؤولين إسرائيليين وعلى مستوى عالي حسب ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية “يسرائيل هيوم”، التي أشارت إلى أن المؤتمر سيناقش مواضيع في الأجندة اليهودية، تتضمن ‏ظاهرة معاداة السامية، وأمن الكيان الصهيوني، والخطة الأمريكية للتسوية، ‏ودور اللوبي الصهيوني في الانتخابات الأمريكية.‏ ولا نعرف ما علاقة الإمارات والسعودية في كل تلك القضايا التي لا تعود بالنفع للعالم العربي، إذا لم نقل إنها موجهة بالضد منهم.

مناقشة الاستقرار بالمنطقة

وتضمنت التغريدات الإسرائيلية التي نشرتها المنظمة، وباقي الوسائل الإعلامية الإسرائيلية، أن قرقاش، سوف يلقي كلمة في المؤتمر حول دعم الإمارات للاستقرار بالمنطقة والحوار بين جميع الطوائف. ويبدو أن الموضوع الذي يريد قرقاش مناقشته، كمحاولة منه ومن قادته، تغطية عين الشمس بغربال، وتزييف الحقائق التي تقول، إن الإمارات عنصرًا اساسيًا في تخريب الأمن الإقليمي بالمنطقة، بالإضافة إلى دول أخرى أهمها إسرائيل وإيران. لكنهم واستمرارًا في تزييف الحقائق، يروّجون لمثل هذا الحديث الإعلامي، رغم إن الجميع يعلم أن لا أحد سوف يصغي لهذا الخطاب على الأقل في المستوى العربي، لأنهم يعرفون حقيقة السياسة الإماراتية التي تروج لهذه البروباغندا، وإن حقيقة هذه المشاركة، هي خطوة في طريق التطبيع مع إسرائيل وجعل الأمر يبدوا أنه أمرًا عاديًا حينما تشارك دولة عربية في مؤتمرات لدعم الكيان الصهيوني المغتصب لأراضي عربية.

وفي هذا الشأن يقول المغرد “محمود رأفت” تعليقًا على الموقف الاماراتي وسياستها الداعمة للكيان الصهيوني: “سفير #الإمارات في #أمريكا المدعو يوسف العتيبة ينشر مقالة بصحيفة يديعوت احرانوت الاسرائيلية يقول فيها: في #الإمارات واغلب العالم العربي الرؤية لاسرائيل انها فرصة وليست عدو.. إنه تفتيت المفتت، فطبيعي أن تنحاز الشعوب الى #تركيا و #إيران بفعل تفريط النظام الرسمي المهتريئ”

أما المغردة نوره الحربي فقالت: “حثالة الخليج يتسابقون لمصافحة جزّار الاحتلال .. أنور قرقاش ينضم لمحمد العيسى بمشاركة وزير حرب الكيان الصهيوني في مؤتمر “اللجنة اليهودية الأمريكية”(AJC)

نفي ونأي بالنفس

لم تمضي ساعات على عمر التغريدة التي أطلقتها المنظمة اليهودية حول مشاركة قرقاش، بالإضافة إلى مشاركة محمد العيسى رئيس رابطة العالم الإسلامي ووزير العدل السعودي السابق، حتى أطلق الحساب الرسمي لرابطة العالم الإسلامي، تغريدة ينفي فيها تلك المشاركة بالقول: “لا صحة لمشاركة #رابطة_العالم_الإسلامي، أو أيٍّ من “هيئاتها”، و”علمائها” في مؤتمر للحوار مع مسؤولين إسرائيليين.”

لكننا على يقين، أن المنظمة اليهودية، ما كانت لتأتي باسم رابطة العالم الإسلامي وأمينها العام محمد العيسى، دون أخذ الموافقة الرسمية منه، وهي تعلم ما لهذا الخبر من تداعيات سياسية حقيقية على موقف المملكة السعودية إسلاميًا ودوليًا، مصداق ذلك هي المواقف العلنية لأمينها العام محمد العيسى التي يدافع فيها عن إسرائيل وحقها بالوجود، ويحارب من يشكك بمحرقة الهولوكوست المزعومة صهيونيًا.

إن موقف العيسى بالموافقة على المشاركة بهذا المؤتمر، جاءت ضمن السياق المرسوم له من قبل ولاة أموره في قيادة المملكة، والتي تقضي بالتقرب لليهود ولإسرائيل على شكل خطوات متدرجة، لكن يبدوا إن القيادة السعودية، فاتها أن تخبره بأن هناك أوضاع قد طرأ عليها تغيرًا، ومن الواجب التخفيف من هذه الخطوات التطبيعية حاليًا، ريثما تمر هذه العاصفة التي تجتاح الخطط السعودية الإماراتية في المنطقة، تمثلت بالخسائر الجسيمة للحلف الاماراتي السعودية في الساحة الليبية وساحات أخرى.

أما على الجانب الإماراتي، فلم تصدر الإمارات نفيًا لمشاركة وزير خارجيتها بهذا المؤتمر، وتبدي في موقفها هذا، اصرارًا على المشاركة العلنية لمسؤول رفيع في حكومتها، هو “أنور قرقاش” الذي عُرف عنه دعواته إلى تسريع وتيرة التطبيع بين الدول العربية و(إسرائيل). حيث صرح العام الماضي لصحيفة “ذا ناشيونال” التي تصدرها أبو ظبي، معتبرًا أن قرار كثير من الدول العربية عدم التحاور مع إسرائيل عقّد مساعي التوصل لحل على مدى عقود. ويعتقد الوزير الإماراتي، بأن هناك ضرورة لما سماه “تحولا إستراتيجيا” في العلاقة بين العالم العربي وإسرائيل، معتبرا أن هذا التحوّل يتطلب تحقيق تقدم على صعيد السلام.

وفي هذا الشأن، غرد الدكتور محمد الشواف قائلًا: “#بشائر، الذين رفعوا شعار: #فلسطين_ليست_قضيتي بحجة الاهتمام ببناء أوطانهم؛ ازدادت أوطانهم تخلفاً وانحداراً ! والأغرب أن يطلب #الصهاينة من الحكام المنبطحين تخفيف سرعة #التطبيع خوفاً من الانفجار الشعبي وتضرر الصهاينة ! “اشتدي أزمة تنفرجي”

لقد بذلت الإمارات جهودًا كبيرة لديمومة التواصل مع الكيان الصهيوني حتى لو على حساب استغلال معاناة الشعب الفلسطيني وجعلهم جسرًا لبناء علاقة وثيقة معهم، ففي جائحة كورونا التي يعيشها العالم اليوم، قامت الإمارات وبحجة إرسال مساعدات طبية للفلسطينيين، بإرسال طائرتين إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي محملة بمساعدات طبية، قالت إنها متوجهة إلى الفلسطينيين، الأمر الذي رفضته السلطة الفلسطينية وأشارت إلى إنها لم تكون جسرا تطبيعيا بين أبوظبي وتل أبيب.

وفي ما يبدو، إن الإمارات ورغم الانتكاسات التي منيت بها في ليبيا، وتعثر مشروعها في اليمن لإقامة دولة انفصالية في جنوبه، وخسائرها في ساحات أخرى، تبدي اصرارًا على تعميق العلاقة مع الكيان الصهيوني، وتعتقد إنها بذلك تحمي نظامها من السقوط جراء الكراهية التي يكنها شعبها وشعوب المنطقة لنظامها، وقامت على عادتها بإطلاق ذبابها الالكتروني لتبرير المشاركة الإماراتية، وتخوين من ينتقد سياستها واتهامه بالانتماء إلى الاخوان أو إلى عرب الشمال على حد تعبير الذباب الالكتروني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق