أخبار

صحيفة عبرية: البرهان صفع معارضي “صفقة القرن”

وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اللقاء بين رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، وبنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بأنه “صفعة على وجه معارضي صفقة القرن الأمريكية”.

وتحت عنوان: “التطبيع كلمة مهينة في العالم العربي، والسودان لا يخاف منها”، علّقت الصحيفة على المقابلة التي أثارت جدلاً واسعاً قائلة: “والسؤال الذي يدور الآن: هل كان بيان الجامعة العربية ضد إسرائيل مجرد استعراض؟”.

وتابعت: “كلمة التطبيع في العالم العربي دائماً ما ترادف الخيانة”. وتساءلت: “فإذا كان هذا هو الوضع لماذا تتحدث دول أكثر فأكثر في العالم العربي عن التطبيع بل وتعمل على تحقيقه؟”.

وزادت: “كيف أصبح السودان مرشحاً ليكون الدولة الثالثة بعد مصر والأردن في فتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل؟”.

وأشارت إلى أن “وزراء الخارجية العرب سارعوا بالرد على صفقة القرن الأمريكية بعدد من التصريحات والبيانات النارية ضد إسرائيل”.

واستطردت: “وبعدها التقى رئيس المجلس السيادي السوداني البرهان في اجتماع تاريخي مع نتنياهو، ليشكل الأمر صفعة على وجه أي شخص أو دولة تعارض اقتراح السلام الأمريكي أو تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.

وتابعت يديعوت أحرونوت: “البرهان (60 عاماً) رجل عسكري تدرج في سلم المناصب حتى أصبح رئيساً للأركان عام 2018. ثم وصل للسلطة في أعقاب الثورة التي اندلعت بالبلاد العام الماضي، وأطاحت بنظام الديكتاتور عمر البشير”.

وأردفت: “منذ صعود الرجل للسلطة وهو يسير في المحور السني المعتدل الذي يضم كلاً من مصر والسعودية والإمارات”.

وقالت الصحيفة: إن “لقاء البرهان مع نتنياهو دون التشاور مع باقي الأحزاب السياسية في السودان يدل على شخصية الجنرال القوية، ويمكننا القول إن هذا الرجل يشبه جاره الشمالي الجنرال عبد الفتاح السيسي”.

وواصلت: “السيسي حصل على قروض ومنح سخية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة،  ويبدو أن البرهان سيسير على نفس الطريق في ظل الوضع الاقتصادي الصعب البلاد”.

وذكرت أن “لقاء البرهان بنتنياهو يعد أول خطوة في الطريق إلى الولايات المتحدة والحصول على قروض لإنعاش الأوضاع في البلاد، التي تعاني من نقص المستثمرين بسبب إدراجها في قائمة دول مكافحة الإرهاب لعدة سنوات”.

وبينت أن “هناك قيادات سودانية أخرى تدعم التطبيع؛ من بينها عبد الواحد نور، قائد جيش تحرير السودان، الذي أعلن أن الكثير من السودانيين يؤيدون التطبيع على أمل تحقيق مستقبل أفضل للبلاد، ويرون في تل أبيب دولة ديمقراطية وافقت على قبول الآلاف من اللاجئين السودانيين الفقراء، وتسمح لهم بالعمل هناك”.

ولفتت الصحيفة العبرية النظر إلى أن “أي مفاوضات بين دولة عربية وإسرائيل بعد رفض الفلسطينيين صفقة القرن هي في الواقع قبول للمعادلة الجديدة في علاقات العالم العربي مع إسرائيل”.

واعتبرت أنه “وفقاً للمعادلة القديمة يحظر التفاوض مع الاحتلال. الآن تغيرت الأمور، وتقوم العواصم العربية بإجراء محادثات مع إسرائيل على أساس المصالح المشتركة في مجالات الاقتصاد والأمن”.

وأوضحت أن “هناك مصالح مشتركة ومعروفة لإسرائيل ودول الخليج؛ أبرزها التعاون الاقتصادي والاستراتيجي ضد إيران”.

وتابعت الصحيفة: “السودان يسيطر على قطاع ساحلي كبير في البحر الأحمر جنوبي مصر؛ ما يمثل إمكانات كبيرة لمستقبل الخرطوم وتجارة (إسرائيل) في هذا القطاع”.

وقالت: “يوجد اليوم في العالم العربي ثلاثة مستويات للتطبيع؛ دول تربطها علاقات كاملة بإسرائيل مثل مصر والأردن، ودول تحتفظ بعلاقات اقتصادية مع تل أبيب لكن بدرجات متفاوتة وبدون علاقات دبلوماسية، مثل المغرب والإمارات والبحرين، أما المجموعة الثالثة فهي مجموعة الدول التي تنكر أي اتصال بإسرائيل”.

وختمت: “رغم أن عملية التطبيع تدريجية وتحتاج إلى وقت لتتخلل ببطء للوعي الشعبي العربي، لكنها تثير نزاعات حادة بين قيادات الدول العربية ومواطنيهم، وهذه العملية تأتي في الأساس من الخوف المشترك والمتزايد من النفوذ الإيراني، وتزايد الإرهاب والمصاعب الاقتصادية المزمنة للبلاد”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق