أخبار

فشل منتدى الاستثمار السعودي

مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث +وكالات

فشلت النسخة الثالثة من منتدى الاستثمار السعودي الذي أقيم في العاصمة الرياض في تحقيق أهدافه على الرغم من المشاركة الواسعة، والذي انتهى يوم الجمعة (الأول من نوفمبر/تشرين الثاني2019).

وحسب خبراء حضروا المنتدى فإن الشعور بالقلق وعدم الارتياح تجاه المملكة ظهر مسيطراً على المستثمرين الأجانب، حتى بعد مرور أكثر من سنة على الاغتيال الوحشي للصحفي السعودي “جمال خاشقجي” داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، ومرور نفس الفترة على اعتقالات فندق الريتز.

وأعلنت السعودية في ختام النسخة الحالية عن استثمارات لم تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار، في حين أعلنت النسخة الماضية عن استثمارات بمقدار 56 مليار دولار ذهبت أغلبها في النفط أرامكو.

يذكر أن شركة أرامكو التي استحوذت على جزء كبير من استثمارات النسخة الماضية من منتدى الاستثمار السعودي قد تعرضت لهجمات جوية في سبتمبر/أيلول الماضي تسببت بتوقف نصف إنتاج المملكة من النفط، ما أثار الشكوك حول وضع المملكة كمورد رئيسي للنفط.

وقالت وكالة رويترز إن المنتدى اختُتم بصفقات هزيلة ونهاية محبطة.

وحضر هذه النسخة العديد من الأسماء الكبيرة التي تغيبت في النسخة الماضية إثر توجيه أصابع الاتهام للمملكة بقتل الصحفي خاشقجي، بينهم رؤساء “إتش.إس.بي.سي” و”بلاكستون” و”بلاك روك” ومسؤولون تنفيذيون في “جيه.بي مورجان” و”جولدمان ساكس“.

ونقلت رويترز عن الباحث في مؤسسة “تشاتام هاوس” البحثية البريطانية “نيل كويليام” الذي حضر المنتدى “كان الإعداد لهذه النسخة من مبادرة مستقبل الاستثمار يوحي كما لو أن المملكة على وشك أن تشهد تحسنا مع بدء المستثمرين في إلقاء نظرة أخرى على الفرص، بالرغم من أن الكثيرين فضلوا أن يظلوا بعيدين عن الأضواء“.

وتحدث بعض المشاركين في المنتدى شريطة عدم نشر أسمائهم، إن حالة عدم الارتياح استمرت فيما يتعلق بمقتل “جمال خاشقجي“.

وقال مسؤول تنفيذي يعمل في أوروبا “لا أعتقد أن أيا منا يشعر بأن جميع الأمور عادت إلى طبيعتها. لا تزال هناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها”. لكنه أضاف أن المنطقة مهمة للتقنيات التحولية.

وقال آخرون إنه حتى تُصلح الرياض صورتها بالكامل فإنها تحتاج إلى إظهار أنها تحسنت فيما يتعلق بعثرات في السياسة الخارجية مثل حرب اليمن وتحركات محلية تشمل سجن معارضين وحملة في 2017 ضد الفساد حولت فندق الريتز كارلتون، الذي يستضيف المؤتمر، إلى سجن فاخر.

ولم يكن الحاكم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان حاضراً فعلياً وحضر بظهور طفيف، ولم يلق قط كلمة بالمنتدى، يوم الثلاثاء بينما تحدث زعيما الأردن والهند والمستشار الكبير بالبيت الأبيض جاريد كوشنر الذي تجمعه به علاقة وثيقة.

وعلى عكس العام الماضي، عندما كسر صمته على المنصة بشأن مقتل خاشقجي، لم يتريث الأمير محمد لالتقاط صور ذاتية (سيلفي).

وقال مشارك أمريكي إن حضور وفد أمريكي كبير، والذي ضم وزيري الخزانة والطاقة، لم يكن مفاجئا في ضوء دعم الرئيس دونالد ترامب للمملكة بعد واقعة القتل، لكن ذلك لا يعكس وجهات النظر على نطاق أوسع.

وقال المشارك ”العداء في الكونجرس ملحوظ، بدءا من المتدربين وصولا إلى النواب… هناك عدد أقل من الرؤساء التنفيذيين (مقارنة بنسخة 2017). لا يودون أن يُشاهدوا هنا“.

وتعرض السعودية رؤيتها لمستقبل ما بعد النفط، لكن معظم الاستثمارات التي تحصل عليها تتعلق بالنفط أو بالخدمات المتعلقة به.

وتصر العديد من الشركات الكبرى في العالم، الثبات على موقفها بعدم القيام بأعمال في السعودية خشية على سمعتها، خاصة بعد مقتل خاشقجي، بجانب سجل السعودية السيء في مجال حقوق الإنسان.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق